في حين تواجه الأسر المغربية العديد من التحولات والتحديات السوسيو اقتصادية والثقافية نتيجة لمجموعة من العوامل التي أثرت بشكل مباشر على دورها وجعلتها تواجه الكثير من الرهانات وفي إطار برنامج الدعم الموجه للجمعيات العاملة في مجال التربية الوالدية، نظمت جمعية ترقية وضعية الأسرة والمرأة بالداخلة، بشراكة، مع وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، والمنسقية الجهوية لوكالة التنمية الاجتماعية بجهة الداخلة-وادي الذهب، ورشة تدريبية حول، “تقوية قدرات الوالدين في تنشئة أبنائهم”، أشرف على تأطيرها الحسن الحامد، فاعل مدني، وباحث في علوم الإجرام و حقوق الإنسان، ومدرب في الآليات الدولية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان. واستحضرت الورشة، دور الأسرة والتحولات والتحديات التي تواجهها، وكذلك انسجام الدستور المغربي ذلك، والذي أكد أن الأسرة القائمة على علاقة الزواج الشرعي هي الخلية الأساسية للمجتمع. كما تطرقت إلى هاجس مساعدة الأسر لاستعادة دورها الريادي في التنشئة الاجتماعية الذي يطرح نفسه بإلحاح، بحيث أن الدولة تعتبر مسؤولة عن ضمان الحماية الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية للأسرة المغربية. ويندرج هذا المشروع في إطار الدعم الذي تقدمه الوزارة الوصية للجمعيات العاملة في مجال التربية الوالدية، و يهم حزمة أنشطة و برامج تتمحور أساسا حول تقوية قدرات الوالدين في تنشئة أبنائهم، تسهر على تنزيلها و تنظيمها جمعية ترقية وضعية الأسرة والمرأة بالداخلة، مستهدفة من خلاله الآباء والأولياء (الأسر حديثة التأسيس)، والمربين، ومقدمي الرعاية للأطفال. وقال الحسن الحامد، في تصريح ل“الدار”، بعض استعراضه لسياق المشروع والإطار الذي يندرج تحته، “أن الهدف من برامج الوالدية ومصوغاتها، تتمثل أساسا في تعريف التربية الوالدية ودورها في التنشئة الاجتماعية للطفل؛ تقوية قدرات الوالدين لمواكبة أبنائهم في مختلف الأعمار، وتمكين الوالدين من وسائل ومهارات مواكبة الأبناء وحمايتهم من كافة المخاطر ومظاهر الاستغلال”. وأشار الحامد إلى دور “المساهمة في نشر وتعميق ثقافة المسؤولية الوالدية وتشجيع الحوار داخل الأسرة والتعامل الايجابي بين أفرادها، بشكل يحقق تقوية قدراتهم وإكسابهم الإتجاهات الإيجابية في التربية، الكفيلة بضمان النمو السيكولوجي السليم للطفل”. ومن جهته أحمد لحويمد، الإطار المكلف بالشراكة مع الجمعيات بوكالة التنمية الاجتماعية بالداخلة، ذهب في تصريحه ل“الدار”، إلى أن هذه “الدورة التدريبية جزء من برنامج لتقوية قدرات الجمعيات يتوخى اضطلاعها بأدوارها في تأطير الأسر وتقوية قدرات الآباء والأمهات تنزيلا لبرامج القطب الإجتماعي ولمقتضيات السياسة المندمجة للوزارة التي تمتد من 2015 إلى 2025”. تجدر الإشارة، إلى أن جهة الداخلة وادي الذهب، تعتبر أعلى معدل نمو وطني بالمغرب، بنسبة تتجاوز 3 بالمائة ، وهي نسبة جد مرتفعة بالمقارنة مع جهات المملكة الأخرى، كما وصل عدد سكان جهة الداخلة وادي الذهب إلى 142 ألف و955 نسمة، وذلك حسب معطيات إحصاء 2014.