لم يدر بخلد صفاء، الفتاة التي لم يتجاوز عمرها السبعة عشرة ربيعا أن الحلم الوردي للزواج من رجل خليجي بغية جعل أحلامها حقيقة، سينقلب فجأة إلى كابوس بشع وثقه مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي وجعل تعنيف المغربيات يعود إلى واجهة النقاش في المغرب. ليست الوحيدة صفاء، ليست المغربية الوحيدة التي تتعرض للتعنيف من طرف زوجها الأجنبي، بل سبقنها كثيرات في الخليج وبعض الدول العربية وحتى في دول أوروبية، بحسب ما أشار إليه المحلل النفسي الاجتماعي أسامة اليوسفي. ويؤكد في تصريح لموقع "الدار" أن تعنيف مغربيات من طرف أزواجهن الأجانب يجب أن يأخد حيزا كبيرا في أجندة الجمعيات النسائية، مشددا على فعل التعنيف، خاصة على يد الزوج يترك تأثيرا بالغا في نفسيتهن ومنهن من تحاول الانتحار. أين الجمعيات النسائية؟ أما الفاعلة الجمعوية سناء أورحمون فوجهت لوما شديد اللهجة للجمعيات النسائية المغربية. وقالت في تصريح لموقع الدار "كيف يعقل أن يظل الصمت ردة فعل نمطية لعشرات الجمعيات التي تناضل وتحاضر في حقوق المرأة وتستفيد من دعم مالي مغربي وخارجي". واستطردت المتحدثة ذاتها: "مقطع الفيديو دليل واضح على إهانة كرامة المغربيات، وعلينا جميعا أن نتحرك ونفعل ما يجب فعله". وطالبت أورحمون تدخل المسؤولين في السفارة المغربية بالسعودية للبحث عن المعنفة. حملة في السويد الخبير المغربي في علم الإجرام رشيد المناصفي أطلق قبل أيام حملة من العاصمة السويديةستوكهولم، تحت شعار “لا للعنف ضد المرأة المغربية” بالتعاون مع جمعية “انتيجرانيت”. وشارك في الحملة عشرات من أبناء الجالية المغربية من جميع مقاطعات السويدية، إلى جانب مجموعة من الصحفيين والفنانين وممثلي الجمعيات الإنسانية. وألقى المناصفي محاضرة تطرق فيها إلى ما تشهده العائلات المغربية المهاجرة في العالم والسويد من بحوادث عنف ضد المرأة والتي تصل في بعض الحالات للقتل مطالبا باطلاق “حملة دولية تقودها الجاليات المغربية في كل بلاد الهجرة لإيقاف العنف ضد المرأة و حملات توعية للقادمين الجدد لدول الهجرة واللجوء، للتعريف بالقوانين وخطورة استخدام العنف اللفظي والجسدي ضد المرأة”.