غريب كيف يتحول البعض منا، إلى وعّاظ مهددين متوعدين، هذا في النار والآخر تنتظره الحور العين في الجنة، وعندما تسألهم باي آلاء يتحدثون، يجيبونك، نحن ندافع عن الله، وعن دينه وشرعه. على أساس انهم تسلموا وثيقة من المولى توكلهم للدفاع عنه، وكان من خلق هذا الكون غير قادر على الدفاع عن نفسه!. ثم كيف عرف السادة الوعاظ طريقة الوعظ او بالأحرى طريقة الهجوم التي يجب شنُّها على "المذنبين" المَحيدين عن الطريق الذي رسمه الله من منظورهم؟!. كيف ندافع عن الدين، ضد من، وممن، وكيف، ولماذا ننصب أنفسنا مدافعين، ولم نختار الهجوم والتكفير والغلظة في غالب الأحيان، والتنفير والوعيد والحديث عن عذاب قبر وافاعي تنتظرنا عند باب الموت؟، هل هذا دفاع ام إساءة لدين شعاره السلم والسلام، والترغيب وخلق راحة نفسية وطمأنينة. لا اريد ان اشخصن الموضوع، ولكن ماتتلقاه المرأة منا، من هجوم بسبب لباسها واختياراتها مجملا، من لوم وعتاب بل وهجوم وسخط ينم عن مجتمع لازال غارقا في ظواهر الامور، يختزل كل ماتعيشه الأمة من فساد واختلاس في لباسها، يعتبرها حلقة اضعف ويحرجم كل عبارات الاستخفاف والتحقير والاتهام ويصبها في وجهها، لانه رجل، لانه يعتبر الامر عنوانا للقوامة، تلك القوامة التي اختزلها في الإذن بالسفر والإذن بالخروج، والإذن بالسياقة…والإذن باللباس. علي ان اذكر اني لا اتحدث بشكل شمولي، ولكن للاسف الامر لازال مستفحلا داخل مجتمعاتنا، التي تعتبر المراة زينة، عليها ان تكون شيئا خاصا للرجل، لايراها الا هو، بل ويريد ان يحتفظ لنفسه بثلاث أخريات مثلها، له وحده ايضا، هنا في الدنيا، وسبعين من الحور العين في الآخرة!!. يحدث دائما، عند محاولة فتح نقاش من هذا النوع، مع بعضهم، ان يوقفك باسم العرف والموروث والحلال والحرام ولا يجوز ولا تتعدى على حرمات الله، فنحن قاصرة عقولنا لايمكن ان تدرك المغزى في التعدد والقوامة والحور العين والحجاب والإرث وعذاب القبر و "ماملكت ايمانكم"والجهاد وغيرها من المواضيع المثيرة للجدل والتي لازال هناك قصور في فهمها وتفسيرها وتفسير مغزاها، رغم ان الخالق أوصانا بالتدبر والتأمل والسؤال والبحث عن مايوافق القلب بالعقل، والابتعاد عن ماينفر و ما لايرضي البال والعقل والضمير كل في ان واحد. الخطاب الديني، يحتاج لضخ دماء جديدة، دماء جريئة، ضمائر مستقلة، تبحث وتنقب عن الحقيقة وتناقش بعيدا عن ضغط رجال السياسة كما رأينا خاصة في السعودية وفتوى اباحة السياقة التي خرجت بين عشية وضحاها لتساير رؤية حاكم جديد، والأمثلة من هذا النوع كثيرة… سنظل نتخبط في التخلف والعشوائية وتنفير اجيال اخرى، ونجني على مستقبل اجيال قادمة اذا احتفظنا بنفس الخطاب، وسنجني ويلات هذا التخلف اكثر وأكثر، اذا تشبثنا بتعقب ذنوب بعضنا، وتبني خطاب الوعد والوعيد وعذاب يوم شديد.