حذرت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من أن 18 مليون شخص في منطقة الساحل الأفريقي سيواجهون جوعا حادا في الأشهر الثلاثة المقبلة بسبب مزيج من انعدام الأمن وجائحة كورونا والصدمات الناجمة عن تغير المناخ والارتفاع القياسي لأسعار المواد الغذائية في المنطقة. وبحسب الأممالمتحدة، فقد وصل الوضع إلى مستويات مقلقة في بوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر، حيث من المتوقع أن يعاني الناس من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي خلال موسم العجاف بين يونيو وغشت. وقال يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إن "ما يصل إلى 18 مليون شخص في منطقة الساحل الإفريقي سيواجهون انعداما شديدا للأمن الغذائي خلال خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وهو أعلى رقم منذ عام 2014 وفقا لتوقعاتنا ". كما أعلن لاركيه الجمعة أن مكتب التنسيق سيوفر 30 مليون دولار من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ للبلدان الأربعة "لمساعدة الناس وتلبية احتياجاتهم العاجلة من الأمن الغذائي والتغذية". ويشمل ذلك 6 ملايين دولار لبوركينا فاسو و8 ملايين دولار لكل من تشاد ومالي والنيجر. وسيساعد ضخ السيولة هذا وكالات الإغاثة على الأرض لتوسيع نطاق الاستجابة للطوارئ على الفور. وقال المتحدث: "في منطقة الساحل، من المتوقع أن يعاني 7.7 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية. ويعاني 1.8 مليون شخص من سوء التغذية الحاد، وإذا لم يتم توسيع نطاق عمليات الإغاثة، فقد يصل هذا العدد إلى 2.4 مليون بحلول نهاية هذا العام". ومن جهته قال برنامج الأغذية العالمي إن الإفراج الفوري عن 30 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ لبوركينا فاسو ومالي وتشاد والنيجر أمر بالغ الأهمية لعملياته في منطقة الساحل. وأكد تومسون فيري، المتحدث باسم البرنامج، أن "الاحتياجات مرتفعة للغاية، والموارد في الحضيض. إن ضخ الأموال في الوقت المناسب من صندوق الأممالمتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ هو مصدر إغاثة مرحب به سيساعدنا على تكثيف جهودنا. ولكن، بالطبع، ستكون هناك حاجة إلى موارد إضافية ". وتسبب النقص الحاد في التمويل في خفض الحصص الغذائية للاجئين والنازحين إلى النصف في أجزاء من منطقة الساحل. ووفقا لفيري، فقد اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض الحصص الغذائية بنسبة 75 بالمائة في المناطق التي يصعب الوصول إليها في بوركينا فاسو والتي تعاني من انعدام الأمن الغذائي. وأضاف المتحدث أنه تم بالفعل خفض الحصص الغذائية إلى النصف للنازحين واللاجئين في تشاد، وقال: "إذا لم يتم تلقي مساهمات إضافية فلن يكون أمامنا خيار سوى تقليل الحصص الغذائية بشكل أكبر اعتبارا من يوليو 2022، ولا تنسوا أن هؤلاء أناس تم تشريدهم. هؤلاء نازحون وبعضهم لاجئون". كما يهدد الارتفاع الأخير في أسعار المواد الغذائية الناجم عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا بتحويل أزمة الأمن الغذائي إلى كارثة إنسانية، كون هذين البلدين هما المنتجان الرئيسيان للقمح والشعير والمنتجات الزراعية الأخرى. ويقول فيري إن الوضع ازداد سوءا بسبب "النزاعات في منطقة غرب إفريقيا وجائحة كوفيد-19 التي ما زالت "مستعرة هناك،" بالإضافة إلى صدمات ناجمة عن تغير المناخ وارتفاع الأسعار، "وكلها تصطدم لجعل الوجبات الأساسية بعيدة عن متناول ملايين الناس. وقال إنه من المؤكد أن الوضع سيزداد سوءا قبل أن يتحسن، خاصة مع اقترابنا من موسم العجاف السنوي، الذي يبدأ من يونيو إلى شتمبر". وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قد أطلق نداء في وقت سابق من هذا العام تبلغ قيمته 3.8 مليار دولار لتقديم المساعدة في عام 2022 لمنطقة الساحل. تم تمويلها بنسبة أقل من 12 في المائة حتى الآن. المصدر: الدار-وم ع