يعد الوسواس القهري من الأمراض المزمنة التي لا يمكن الشفاء منها بشكل كامل ولكن يمكن للعلاج النفسي والدوائي أن يسيطر على الأعراض المصاحبة للمرض ويجعل المصاب يمارس حياته بشكل طبيعي قدر الإمكان. والوسواس القهري هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تصرفات قهريّة. والأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون أحيانًا، واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية غير منطقية، ويحاولون تجاهلها أو تغييرها، لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر. ويقول دكتور محمد رمضان، أستاذ مساعد بكلية الطب جامعة الأزهر، إن أسباب الإصابة بالوسواس القهري لم تحسم بشكل نهائي ولكنها تنتج عن مجموعة من العوامل البيئية والجينية والنفسية مثل اضطرابات الجهاز العصبي واضطراب جهاز المناعة أو التعرض لإصابة في الدماغ والإصابة بالاكتئاب وكذلك وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض. عوامل بيولوجية: تتوفر بعض الأدلة التي تشير إلى أن اضطراب الوسواس القهري هو نتيجة لتغير كيماوي يحصل في جسم الشخص المصاب، أو في أداء دماغه. كما أنّ هنالك أدلة على أن اضطراب الوسواس القهري قد يكون مرتبطا، أيضًا، بعوامل جينية وراثيّة معيّنة، لكن لم يتم تحديد وتشخيص الجينات المسؤولة عن اضطراب الوسواس القهري، بعد. عوامل بيئيّة: يعتقد بعض الباحثين بأن اضطراب الوسواس القهري ينتج عن عادات وتصرّفات مكتسبة مع الوقت. ويضيف أنه يمكن للأدوية أن تساعد في تحسن حالة مريض الوسواس القهري خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر من الانتظام على تناول العلاج من خلال تقليل حدة الأعراض المصاحبة للمرض بشرط المتابعة مع الطبيب وعدم التوقف المفاجئ عن تناولها لتجنب الأعراض الانسحابية. ويوضح رمضان أن العلاج النفسي يلعب دورا كبيرا في علاج مصاب الوسواس القهري فهو يساعد الشخص على السيطرة على الهواجس والأفكار المقلقة التي تنتابه، ويمكن أن يتم عبر جلسات فردية أو جماعية حسب حالة المريض يتم تعريض المريض خلالها لتقنيات مختلفة من العلاج. ويشير إلى أن بعض التمارين الرياضية مثل اليوجا وكذلك التأمل تكون مفيدة أيضا في العلاج ومساعدة المصاب على الاسترخاء والتخلص من الأفكار المزعجة، إضافة للدعم الأسري ودعم الأصدقاء الذي يساعد المصاب على السيطرة على الهواجس التي تنتابه وتمده بالثقة بالنفس والراحة النفسية. ومن أعراض الوسواس القهري التصرفات القهرية: الاستحمام والنظافة، العدّ، الفحص، العودة على عمل معيّن عدة مرات، النظام. وتشمل الأعراض المرتبطة بالتصرف القهري: غسل اليدين حتّى يتقشّر الجلد، فحص متكرّر للأبواب للتأكد من أنها مقفلة، فحص متكرّر للفرن للتأكد من أنّه مطفأ، العدّ والإحصاء بأنماط معيّنة. وقد ينتج عن اضطراب الوسواس القهري بعض المضاعفات، أو التي قد تكون مرتبطة باضطراب الوسواس القهري، تشمل: أفكار انتحارية والتصرّف وفقا لها، إدمان الكحول أو مواد أخرى، اضطراب آخر ذا علاقة بالقلق، اكتئاب، اضطرابات في الأكل. المصدر: الدار – العين الإخبارية الإماراتية