حقق رافضو استقلال كاليدونيا الجديدة عن فرنسا فوزا ساحقا في استفتاء أجري الأحد ويشكل نهاية عملية لإنهاء الاستعمار بدأت قبل ثلاثين عاما في هذه الأراضي الفرنسية الاستراتيجية في المحيط الهادئ. وشهد هذا الاستفتاء الثالث والأخير حول حق تقرير المصير بامتناع قياسي عن التصويت بعد دعوة الاستقلاليين إلى تجنب الاقتراع، حسب نتائج جزئية. وقالت قناة "ان سي لا بروميير" التلفزيونية إنه بعد فرز 84 بالمئة من الأصوات، رفض 96 بالمئة استقلال هذا الأرخبيل الفرنسي الاستراتيجي الواقع في جنوب المحيط الهادئ. دعي أكثر من 185 ألف ناخب إلى التصويت للمرة الثالثة والأخيرة ردا على سؤال "هل تريد أن تحصل كاليدونيا الجديدة على سيادتها الكاملة وتصبح مستقلة؟". ويشكل هذا الاستفتاء خطوة حاسمة في عملية بدأت في 1988 باتفاقات ماتينيون في باريس التي كرست المصالحة بين الكاناك السكان الأوائل لكاليدونيا الجديدة، والكالدوش أحفاد المستوطنين البيض بعد سنوات من التوتر وأعمال العنف. انخرط سكان كاليدونيا في هذه العملية منذ ثمانينات القرن الماضي عندما شهدت أراضيهم التي استعمرتها فرنسا في القرن التاسع عشر، فترة اضطرابات بلغت ذروتها في عملية احتجاز رهائن وهجوم على كهف أوفيا في مايو 1988. وقد أدت الى مقتل 19 من الناشطين الكاناك وستة عسكريين. وبعد أقل من شهرين على هذه المأساة، نجح الاستقلاليون والموالون لفرنسا في إبرام اتفاقات ماتينيون التي أعادت توزيع السلطات في كاليدونيا الجديدة. وبعد عشر سنوات، أطلق توقيع اتفاق نوميا عملية لإنهاء الاستعمار تستمر عشرين عاما.