قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، مرفوقا على الخصوص، بعامل إقليم السراغنة، هشام السماحي، اليوم الاثنين، بزيارة لمشروع إكثار أصناف الصبار المقاومة للحشرة القرمزية، الممتدة على مساحة إجمالية مبرمجة تبلغ 24 هكتارا، والذي يتواجد بمحطة التجارب تساوت التابعة للمعهد الجهوي للبحث الزراعي بمراكش والواقعة بجماعة زمران الشرقية (إقليمقلعة السراغنة). وسيمكن هذا المشروع، الذي يشكل تقدما مهما للبحث الزراعي في سلسلة الصبار، من تزويد الفلاحين بأغراس مقاومة للحشرة القرمزية. وبالمناسبة، قدمت لوزير الفلاحة، والوفد المرافق له، شروحات حول الأشواط التي قطعها فريق معهد البحث الزراعي في مجال مقاومة ومحاربة الحشرة القرمزية. ويتعلق الأمر بمشروع تكثير ثمانية أصناف مقاومة لهذه الحشرة، تم تحديدها حديثا قصد إعادة إعمار المساحات المتضررة من الحشرة القرمزية. وفي هذا الصدد، أوضح وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، أن الوزارة بمعية المعهد الوطني للبحث الزراعي انكبت على معالجة إشكالية الحشرة القرمزية التي تسببت في تدمير وإتلاف عدد من مساحات الصبار المزروعة. وأضاف الوزير، في تصريح للصحافة، أن العمل المبذول من قبل فرق المعهد الوطني للبحث الزراعة أثمر عن تحديد 8 أصناف تقاوم هذه الحشرة، معلنا عن تهييئ 20 ألف هكتار من الصبار المقاوم للحشرة القرمزية متم السنة الحالية، مع الرفع تدريجيا من هذا المعدل إلى حين بلوغ 120 ألف هكتار في ظرف 10 سنوات المقبلة. وسجل عزيز أخنوش أن مشروع تثمين سلسلة الصبار لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا من خلال العناية بهذه النبتة وحمايتها من مختلف الأمراض التي قد تصيبها، حتى يتسنى للفاعلين في القطاع الاستفادة من إمكانياتها الهائلة. من جانبه، ذكر منسق البرنامج الوطني الاستعجالي لمقاومة الحشرة القرمزية، محمد الصباغي، بأن وزارة الفلاحة أسندت، منذ سنة 2016، إلى الباحثين بالمعهد الوطني للبحث الزراعي مهمة إيجاد وتطوير أصناف من الصبار تقاوم الحشرة القرمزية. وأضاف محمد الصباغي، في تصريح مماثل، أن هذه الجهود أسفرت عن تحديد ثمانية أصناف مقاومة لهذه الحشرة، حيث تم استقدام بعض من هذه الأصناف إلى محطة التجارب بتساوت، إلى جانب إنشاء منصات أخرى مخصصة لنفس الزراعة ب11 جهة بالمملكة. وأشار إلى أن المعهد الوطني للبحث الزراعي سيعمل، بمعية الوزارة الوصية، على تعميم هذه الأغراس المقاومة للحشرة القرمزية وتوزيعها على مزارعي الصبار، وذلك بهدف المساهمة في زيادة الإنتاجية والرفع من قيمة المنتوج السوقية. يذكر أن باحثين من المعهد الوطني للبحث الزراعي والمركز الدولي للبحث الفلاحي في المناطق القاحلة، تمكنوا مؤخرا، بمنطقة خميس الزمامرة (إقليمسيدي بنور)، من الوصول إلى 8 أنواع من نبتة الصبار تتميز بمقاومة عالية للحشرة القرمزية التي أفسدت خلال السنوات الثلاثة الماضية آلاف الهكتارات من الصبار بالمغرب. واستنادا إلى دراسة للمعهد، فإن الأصناف التي تختلف أوقات نضوجها، وتتميز بمقاومتها العالية للقرمزية، والغنية بالفيتامينات وبعضها بالآزوت أو النيتروجين، كما أن عدد منها يصلح علفا جيدا للماشية، هي "بلارة" و"مرجانة"، و"غالية"، و"الكرامة"، إضافة إلى "عقرية" و"أنجاد"، و"الشراطية"، و"ملك زهار.