خص الدبلوماسي الإسرائيلي دافيد جوفرين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بحوار شامل، استعرض فيه مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وإسرائيل، ورأيه حول المجتمع المغربي، و كذا نظرته لمستقبل هذه العلاقات بعد قرار استئناف الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين"، قائلا ان "إسرائيل ترغب في إقامة علاقة دبلوماسية كاملة مع المغرب بأسرع ما يمكن"، لكن الحكومة المغربية تفضل على حد قوله، أن "يتم ذلك بشكل تدريجي". الإمكانيات عالية جدا ونرغب في توسيع العلاقات مع الرباط وأضاف دافيد جوفرين في مقابلة صحفية مطولة مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل": "نحاول توسيع علاقاتنا الثنائية مع المغاربة لتشمل مجالات عديدة"، مبرزا أن "الإمكانات عالية جدا". وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه لايبدو أن الرباط تناقش علناً علاقاتها الكاملة مع اسرائيل، على الرغم من حرص المملكة على توسيع تعاونها الثنائي مع تل أبيب". وأبرزت ذات الصحيفة أن اسرائيل والمغرب أقاما علاقات دبلوماسية منخفضة المستوى خلال التسعينيات في أعقاب اتفاقات السلام المؤقتة بين إسرائيل والفلسطينيين، قبل أن يتم تعليق هذه العلاقات بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000، لكن استمرت العلاقات غير الرسمية، ولا يزال بإمكان الإسرائيليين السفر إلى المغرب كجزء من الجولات المنظمة، حيث يسافر ما يقدر بنحو 50000 إسرائيلي إلى المغرب كل عام ، للتعرف على الجالية اليهودية و اقتفاء تاريخهم في المملكة العلوية. إقامة علاقات مع الرباط أسهل بكثير من باقي الدول العربية وأوضح رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب أن "اقامة علاقات مع المغرب، أسهل بكثير من إقامتها مع باقي الدول العربي "بسبب وجود اتصالات مستمرة مع المجتمع المدني المغربي على مدى العقدين الماضيين، حيث زار العديد من ممثلي المنظمات المغربية المختلفة إسرائيل، علاوة على أن الجالية اليهودية هنا في المغرب لعبت دورًا مهمًا في العلاقات بين الشعبين. لذلك نحن لا نبدأ من الصفر. نحن مستمرون، نحن نتوسع" على حد تعبير الدبلوماسي الإسرائيلي. وتابعت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن "العلاقات المغربية الإسرائيلية تدعمها، أيضًا، الجالية الإسرائيلية الهائلة من اليهود المغاربة، والتي يبلغ تعدادها حوالي 700 ألف، والذين لازالت علاقاتهم مع المغرب متواصلة الى اليوم، اذ لا زال يعيش حوالي 3000 يهودي في المغرب، معظمهم في الدارالبيضاء. وأشارت الصحيفة ذاتها الى أن دافيد جوفرين تحدث مع رؤساء الجالية اليهودية المغربية شخصيًا في إسرائيل، ومع آخرين عبر الهاتف، قبل أن يشد الرحال إلى العاصمة الرباط، كما سيتوجه إلى الدارالبيضاء في وقت لاحق من هذا الأسبوع للقاء الجالية اليهودية هناك. وقال في هذا الصدد : "أعتزم الاستماع إلى قضايا الجالية اليهودية في المغرب، إذا كانت هناك أي قضايا، وما هي الاحتمالات … يجب أن نكون منتبهين للغاية لقضاياهم واشكالياتهم". البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية تشتغل في فندق في انتظار تهيئ مقر وكشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن دافيد جوفرين استفاد من التلقيح ضد فيروس كورونا قبل وصوله الى الرباط في ال25 يناير المنصرم، لذلك لم يُطلب منه البقاء في الحجر الصحي"، مشيرة الى أن " الدبلوماسيين الإسرائيليين يشتغلون حاليًا من فندق في الرباط "سوفيتيل"، وسوف ينتقلون إلى مكاتب مستأجرة قريبًا، رغم أن إسرائيل تتوفر على مكتب اتصال مغلق في الرباط، لكنها ترى أنه غير مناسب لاحتياجاتها الحالية. و قال جوبرين في حديث للصحيفة : "نحاول إنشاء البنية التحتية لنشاطنا". وتشمل هذه الجهود إيجاد مساحات للمكاتب، وتوظيف موظفين، والبدء في لقاء المسؤولين المغاربة، وممثلي الجالية اليهودية، ورجال الأعمال المغاربة. وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن " البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية تبحث حاليًا على استقدام موظفين من إسرائيل وتوظيف مغاربة كعاملين محليين"، مبرزة أن "دافيد جوفرين، الذي يتحدث العربية والفرنسية، يعرف علانية بأنه دبلوماسي إسرائيلي في المغرب. دافيد جوفرين : لا أخفي هويتي في الشارع المغربي والمغاربة رحبوا بنا وقال في هذا الصدد: "لست مضطرًا للاختباء، واخفاء هويتي. ذهبنا قبل يومين إلى مركز تجاري كبير … وبطبيعة الحال، طرح علينا سؤال، "من أين أنت؟" لقد تم الترحيب بنا بطريقة دافئة للغاية. نفس الشيء في الفندق الذي نقيم فيه. إنه أمر رائع حقًا، إنه رائع "، مشيرا الى أن "عددا من المغاربة يسألونه عن تأشيرة القدوم إلى إسرائيل". وأبرزت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنه " على الرغم من القيود المفروضة على فيروس كورونا المستجد أدت إلى إضعاف السفر الدولي إلى حد كبير، تأمل إسرائيل والمغرب في تدشين رحلات جوية مباشرة بين البلدين في الشهرين المقبلين، حيث يستعد دبلوماسيون إسرائيليون لارتفاع دراماتيكي في عدد السياح الإسرائيليين إلى المغرب. وأعرب دافيد جوفرين عن أمله في أن يزور عدد كبير من السياح المغاربة إسرائيل أيضًا، وأن يفهم مسؤولو الهجرة في مطار بن غوريون أن الواقع قد تغير، وأن هناك فرقًا بين [المغرب و] الدول العربية لا تملكه إسرائيل". وأضاف أنه على إسرائيل أن تواصل إقامة علاقات عبر العالم العربي، و البحث عن شركائنا في كل دولة عربية"، مردفا : "إننا نعتبر هذه المهمات بمثابة جسر إلى العالم العربي". "أسبوع تاريخي" الى جانب قدوم الدبلوماسي الإسرائيلي الى الرباط، شهد الأسبوع الماضي افتتاح بعثات إسرائيل في المنامة والبحرين وكل من أبو ظبي ودبي في الإمارات العربية المتحدة. و يوم الخميس المنصرم، عقد وزير الخارجية أشكنازي قمة افتراضية مع كبار دبلوماسييه في الدول الأربعة، وكذلك السفارات في مصر والأردن، واصفا القنصليات الجديدة بأنها جزء من "الأسبوع التاريخي". وأضاف أن "افتتاح البعثات شهادة حية على التغيرات التي تحدث في المنطقة وتغيير مكانة إسرائيل الإقليمية"، متوقعا استمرار الزخم الذي نشأ خلال الأشهر الستة الماضية مع الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن. وقال أشكنازي: "إدارة بايدن ملتزمة بعملية السلام والتطبيع في الشرق الأوسط، وستواصل العمل لتوسيع الدائرة وإدخال دول أخرى.