لم يرق الموقف الداعم للمغرب وقضية الصحراء المغربية، ومبادرة الحكم الذاتي، الذي عبر عنه ديفيد شنكر، مساعد كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية وشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، النظام العسكري الجزائري، اذ قال وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، أمس الخميس بالجزائر العاصمة، ان " الجزائر تنتظر من الولاياتالمتحدةالأمريكية "الحياد الذي تقتضيه التحديات الراهنة" من أجل احراز تقدم في قضايا السلام على الصعيدين الإقليمي والدولي". ورغم كل المحاولات اليائسة من النظام العسكري الجزائري لتقديم تنازلات كبيرة للإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة جو بادين، لدفعها للتراجع عن قرارها التاريخي بالاعتراف بمغربية الصحراء، ومنها منح جزء من إنتاجها النفطي للشركات الأمريكية واستعدادها للتدخل ميدانيا لمحاربة "جماعاتها" الإرهابية بمنطقة الساحل، الا أن "ديفيد شنكر جدد خلال لقائه مع وزير الخارجية الجزائري، موقف الولاياتالمتحدة المعترف بمغربية الصحراء، و الداعم لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل في إطار السيادة المغربية، و كذا قرب افتتاح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة المغربية. وكالة الأنباء الجزائرية حاولت التعبير عن غضب النظام العسكري الجزائري من تصريحات ديفيد شنكر، بالتأكيد على أن سنة 2020 طبعها على الصعيد الدولي مساعي الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته دونالد ترامب من أجل اقناع الدول العربية بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. وتابعت وكالة الأنباء الجزائرية أن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، جاء بعد "تطبيع" العلاقات بين المغرب و إسرائيل"، مشيرة الى أنه " قرار لقى انتقادات واسعة على الصعيد الدولي بل و حتى بالولاياتالمتحدةالأمريكية و ضمن حزب الرئيس المغادر في حد ذاته"، مضيفة أن " قرار الرئيس الأمريكي أدين أساسا لكونه يعارض لوائح منظمة الأممالمتحدة الرامية إلى تنظيم استفتاء حول تقرير المصير". واعتبرت وكالة الانباء الجزائرية في قصاصتها أن "هذا القرار يضر بالدور الذي من المفترض أن تلعبه الولاياتالمتحدة داخل مجلس الأمن الأممي حيث أنها تتولى مهمة صياغة اللوائح المتعلقة بالصحراء الغربية ، ما يتطلب الحياد الفعلي". وتناست وكالة الانباء الرسمية للجزائر أن واشنطن أكدت على لسان سفيرها في العاصمة الرباط، دايفيد فيشر، أن الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة بايدن لن تتراجع عن قرار ترامب،"، مؤكدة أن " العلاقات بين المغرب وأمريكا قديمة منذ عام 1777 من خلال الديمقراطيين والجمهوريين، وشدد على أن القرار الرئاسي لترامب "سيظل قائما، وستكون لدينا علاقة اقتصادية دافئة ورائعة، سواء من خلال الإدارة الجمهورية أو الديمقراطية". وظل النظام العسكري الجزائري طيلة الأسابيع التي تلت اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي كمقترح جاد، وواقعي وذي مصداقية لحل هذا النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء، ظل يجتر ذات الأسطوانة المشروخة. فتارة يتحدث جنرالات قصر "المرادية" عن إمكانية تراجع بايدن عن قرار ترامب، وتارة أخرى يطالبون بالحياد في قضية الصحراء المغربية، وكلها محاولات للهروب الى الأمام واخفاء الفشل الذريع الذي مني به النظام العسكري الجزائري في قضية الصحراء، التي بدأت تتلمس طريقها نحو الحل النهائي مع تزايد عدد الدول الداعمة للمغرب، وتراجع أخرى عن مساندة الأطروحات المتجاوزة وغير الواقعية لجبهة بوليساريو الانفصالية وحاضنتها الجزائر.