أوقفت شرطة روسياالبيضاء السبت مئات النسوة واقتادتهن لجهة غير معلومة إثر مظاهرة نسائية أطلق عليها اسم "المسيرة البراقة" جمعت نحو ألفي امرأة من المناهضات لحكم الرئيس لوكاشينكو. وشرعت السيدات بجميع أنحاء البلاد في تنظيم مسيرات نسائية بعد تفاقم قمع قوات الشرطة والأمن للمتظاهرين السلميين المحتجين على فوز لوكاشينكو بولاية رئاسية سادسة في انتخابات يرونها مزورة. ودفع القمع المتزايد بزعيمة المعارضة والمرشحة الرئاسية سفيتلانا تيخانوفسكايا للجوء إلى ليتوانيا. اعتقلت شرطة مكافحة الشغب في روسياالبيضاء السبت مئات النساء واقتادتهن إلى حافلات أثناء مسيرة للمعارضة في العاصمة مينسك للمطالبة برحيل الرئيس ألكسندر لوكاشنكو. وقبض عناصر ملثمون من شرطة مكافحة الشغب بالزي الأسود على النساء، بمؤازرة عناصر آخرين بزي كاكي خال من أي إشارة وشرطيين باللباس المدني يضعون أقنعة. ومنع عناصر الشرطة تقدم النساء اللواتي شبكن أيديهن، وبدأوا بجرهن إلى حافلات الشرطة، وسرعان ما اعتقلوا المئات منهن. واضطر العناصر إلى حمل بعضهن لاقتيادهن إلى الحافلات. وشاركت في "المسيرة البراقة" نحو ألفي امرأة وضعن أكسسوارات لامعة وحملن أعلام حركة الاحتجاج باللونين الأحمر والأبيض. وتندرج المسيرة في إطار سلسلة من التحركات الاحتجاجية النسائية للمطالبة برحيل لوكاشنكو على خلفية فوزه المثير للجدل في انتخابات الشهر الماضي. ولم تعترف المعارضة بفوز لوكاشنكو، وأعلنت زعيمتها سفيتلانا تيخانوفسكايا التي خاضت الانتخابات في مواجهته فوزها في الاستحقاق. وبعد صدور نتائج الانتخابات أفادت تقارير عن تنفيذ الشرطة حملة قمع استخدمت خلالها العنف في مواجهة المحتجين وعمدت إلى تعذيب الموقوفين، ما دفع البرلمان الأوروبي إلى المطالبة بفرض عقوبات على لوكاشنكو وكبار مسؤولي نظامه. "لاحتجاجنا وجه امرأة" وفي بيان صدر قبيل المسيرة، حيَّت تيخانوفسكايا التي لجأت إلى ليتوانيا، "نساء بيلاروس الشجاعات". وقالت "إنهن يخرجن في مسيرة على الرغم من التهديد المستمر والضغط". وأطلقت المشاركات في المسيرة شعارات على غرار "ارحل أنت وشرطة مكافحة الشغب التابعة لك"، و"نحن نؤمن أن باستطاعتنا تحقيق الفوز". وكُتب على إحدى اللافتات التي رُفعت خلال المسيرة "لاحتجاجنا وجه امرأة" في إشارة إلى عنوان كتاب شهير للبيلاروسية الفائرة بجائزة نوبل الأدب في العام 2015 سفيتلانا أليكسييفيتش التي أعلنت تأييدها للمعارضة. ومن بين الموقوفات السبت نينا باجينسكايا، وهي ناشطة تبلغ من العمر 73 عاما أصبحت واحدة من أشهر الوجوه في حركة الاحتجاج. وقد أطلقت الشرطة سراحها خارج قسم الشرطة بعد وقت قصير من توقيفها. وبعدما احتجزت الشرطة العديد من المتظاهرات لم تعد الحافلات الصغيرة تتسع لهن، فأطلقت سراح حوالي عشر نساء. وتمكنت بعض النساء من الهرب والاختباء في محال مجاورة، وفق ما أفاد موقع "توت" الإخباري البيلاروسي. واستدعيت سيارات الإسعاف بعدما أصيبت عدة نساء بتوعك أثناء الاحتجاز. وأعلنت نقابة الصحافيين أن صحافيا أوقف وأصيب بكسر في الأنف. ونشرت مجموعة "فياسنا" الحقوقية على الإنترنت قائمة بأسماء 217 امرأة تم توقيفهن في مينسك، مشيرة إلى أن القائمة سيتم تحديثها. ولم تعلن الشرطة عدد الموقوفات. ومن المقرر أن تنظم المعارضة مظاهرات حاشدة الأحد، عشية لقاء تيخانوفسكايا وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ووزير خارجية التكتل جوزيب بوريل في بروكسل. العنف يولد الاحتجاجات النسائية وبدأت الاحتجاجات النسائية في بيلاروس بعدما استخدم لوكاشنكو العنف المفرط ضد نشطاء اعتقلوا خلال المظاهرات. وتعمد النساء إلى تشكيل سلاسل بشرية خلال مشاركتهن في مسيرات احتجاجية في مينسك وغيرها من مدن بيلاروس. وترتدي النساء خلال المظاهرات السلمية التي سمحت الشرطة بادئ الأمر بتنظيمها ملابس بيضاء ويحملن الأزهار. وفي نهاية الأسبوع الماضي اعتقلت الشرطة العشرات خلال تحرك احتجاجي نسائي مماثل. والأسبوع الماضي، حذر لوكاشنكو من احتمال اندلاع "حرب" مع دول مجاورة لبيلاروس، وطلب من روسيا أن تدعمه بعدما رفض التنحي. المصدر: الدار– أف ب