بينما تستمر المظاهرات المعارضة لولاية سادسة للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، يتواصل الدعم الأوروبي الرسمي والشعبي للمحتجين. فقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى "مواصلة التحرك" دعما للمتظاهرين، بينما وصف نائب المستشارة الألمانية لوكاشينكو بأنه "ديكتاتور". وفي العاصمة التشيكية براغ خرجت مظاهرة مؤيدة للمحتجين. طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد دول الاتحاد الأوروبي ب"مواصلة التحرك" دعما "لمئات آلاف" المتظاهرين في بيلاروسيا ضد نظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو. وقال ماكرون في تغريدة عبر تويتر إنه "يجب على الاتحاد الأوروبي أن يواصل التحرك إلى جانب مئات الآلاف من البيلاروسيين الذين يتظاهرون سلميا في سبيل احترام حقوقهم وحريتهم وسيادتهم". وأتت تغريدة ماكرون في الوقت الذي تجمع فيه عشرات آلاف المتظاهرين في مينسك مساء الأحد للمطالبة برحيل الرئيس لوكاشينكو الذي يرفض التخلي عن السلطة بعد أسبوع من فوزه بولاية سادسة في انتخابات طعنت بنزاهتها المعارضة. ويواجه الرئيس البيلاروسي الذي يحكم الجمهورية السوفيتية السابقة منذ العام 1994، احتجاجات غير مسبوقة ازدادت حدة على خلفية قمع الشرطة للمعارضين. نائب المستشارة الألمانية يصف لوكاشينكو بأنه "ديكتاتور" وصف وزير المالية الألماني أولاف شولتس رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يوم الأحد بأنه دكتاتور فقد دعم شعبه وحذر موسكو من التدخل لإبقائه في السلطة. وقال شولتس الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس مستشارة ألمانيا في مقابلة مباشرة مع موقع صحيفة "بيلد" الإلكتروني "هذا دكتاتور ومن ثم فهو يحتاج لتصريحات واضحة ولغة واضحة". ويقول معارضو لوكاشينكو، الذي يحكم البلاد منذ 26 عاما، إن الانتخابات شابها التزوير لإخفاء حقيقة أنه فقد التأييد الشعبي. وينفي لوكاشينكو أنه خسر الانتخابات مشيرا إلى النتائج الرسمية التي منحته ما يزيد قليلا عن 80 في المئة من الأصوات. ولقي ما لا يقل عن محتجين حتفهما وتم اعتقال آلاف آخرين في حملة قمع منذ الانتخابات. وقال شولتس مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي لخلافة المستشارة أنغيلا ميركل " إنني مقتنع تماما بأن هذا الرئيس لم تعد لديه أي شرعية وإلا لم يكن ليحكم بمثل هذه القوة الوحشية التي لا يمكن تصورها". وسئل شولتس عما يمكن أن يفعله لمنع تدخل روسيا فقال "التدخل العسكري في الدول الأخرى غير مقبول على الإطلاق ويمثل خرقا لكل القواعد التي وضعناها بأنفسنا بموجب القانون الدولي". وقالت روسيا إنها ستعرض على لوكاشينكو مساعدته عسكريا إذا لزم الأمر. تشيكيون وبيلاروسيون يتظاهرون في براغ دعما للمحتجين واحتشد المئات من التشيكيين والبيلاروسيين في وسط العاصمة التشيكية براغ الأحد دعما للمحتجين. وهتف المتظاهرون "تحيا بيلاروس" بينما رفعوا لافتات كتب عليها "بيلاروس حرة" و"أوقفوا العنف" و"الزهور أفضل من الرصاص"، وحضوا الشرطة البيلاروسية على الكف عن التعامل بعنف مع المتظاهرين. وفي تغريدة الأحد دعا رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات بشأن بيلاروس. وقال إنه يجب "تشجيع البيلاروسيين على القيام بثورة مخملية على غرار عام 1989″، في إشارة إلى الانقلاب السلمي الذي أطاح بالحكم الشيوعي الشمولي في تشيكوسلوفاكيا السابقة. وفي مينسك تجمع عشرات الآلاف في أكبر تجمع حاشد منذ انتخابات 9 أغسطس/آب التي شهدت فوز لوكاشينكو بأكثر من 80 بالمئة من الأصوات، وفق نتائج رسمية. وقال ستيبان سوبرو لوكالة الأنباء الفرنسية خلال مسيرة براغ "أنا من بيلاروسيا ولا يمكنني المشاركة في المظاهرات السلمية في مينسك والمدن الأخرى، لذلك قررت دعم بلادي هنا في جمهورية التشيك". وأضاف وقد لف كتفيه بعلم بلاده الأبيض "لقد مررنا بهذا الوضع منذ 26 عاما، ولدينا آخر ديكتاتور في أوروبا لن يدع البلاد وشأنها، لكننا بيلاروسيون، نحن أمة تحب الحرية". ولوح المتظاهرون في الساحة القديمة التاريخية في براغ بصور سفيتلانا تيخانوفسكايا، المنافسة الرئيسية للوكاشينكو والتي فرت إلى ليتوانيا بعد التصويت. وقالت غالينا نافومتشيك وهي تلوح بعلم بيلاروس قبل المسيرة إنها تشعر بالسلام والسعادة و"الدفاع بوجه الديكتاتورية والظلم الذي نعيشه الآن في الوطن" في ظل العلم الوطني. وأضافت لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن هنا كي تدعم أوروبا بأسرها والعالم كله الشعب البيلاروسي حتى نتمتع بالحرية والإرادة الحرة إلى الأبد". المصدر: الدار- أف ب