شكل موضوع "دور المجتمع المدني في إنعاش الاقتصاد المحلي"، محور يوم دراسي، نظم أول أمس الخميس بالصويرة، بمشاركة فاعلين جمعويين بحاضرة الرياح. وشكل هذا اللقاء، الذي نظمه المركز الدولي للبحث وتقوية القدرات التابع للمدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة بشراكة مع المؤسسة الألمانية فريدريش ناومان وجماعة الصويرة، مناسبة لإبراز الدور الهام المناط بفاعلي المجتمع المدني لاجتياز الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا. كما شكلت فرصة لإبراز الحس العالي للوطنية والواجب الذي أبانت عنه جمعيات خلال فترة الحجر الصحي، من خلال إطلاق حملات تحسيسية على الصعيد المحلي، بهدف لفت الانتباه للمواطنين حول ضرورة التقيد الصارم بالتدابير المفروضة بسبب حالة الطوارئ الصحية. وسعى هذا اللقاء، الذي رام التأكيد على حجم الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع المدني في إنعاش الآلة الاقتصادية والاجتماعية لمدينة الصويرة، أيضا، إلى رصد وتحليل مختلف تدخلات الفاعلين بالمجتمع المدني خلال فترة الحجر الصحي، وتقديم تجاربهم خلال هذه الأزمة الصحية، ومناقشة المساهمة الممكنة للمجتمع المدني الصويري في مخطط إنعاش المدينة. كما سعى اليوم الدراسي إلى التفكير في مقاربة تضمن مشاركة كافة المواطنين، عبر قناة المنظمات والشركاء الاجتماعيين والمجتمع المدني، مما سيمكن من إصلاح الاقتصاد والمجتمع وتعزيز تنميته، وكذا اقتراح مجالات للتدخل على أرض الواقع لمواكبة إنعاش المدينة. وفي كلمة بالمناسبة، شددت رئيسة المركز الدولي للبحث وتقوية القدرات، خلود كاهيم، على أهمية مساهمة المجتمع المدني في التنمية المحلية، من خلال الزخم التضامني، ولكن أيضا في مجال التحسيس والتواصل مع المواطن حول التدابير الوقائية ضد كوفيد-19. وأكدت السيدة كاهيم، في هذا الصدد، على أن التواصل الجيد مع المواطن وتسهيل نشر المعلومة يعد ضروريا، ذلك أن المواطن يظل في قلب المشكل ويجب أن يواكب من أجل فهم أفضل وتكيف مع الشروط الجديدة. وتابعت أن الجمعيات يجب أن تكون مؤهلة عبر التكوين، حتى تتدخل وتتحرك، لمساعدة الدولة في مجهوداتها ومواكبة تطور الوضعية على الصعيد المحلي. وذكرت بأن المركز يقود مبادرات مبتكرة لتعزيز مكانته الجهوية وطموحه في أن يصبح مركزا ذكيا مثاليا ومسؤولا اجتماعيا ومحورا في محيطه الاقتصادي والجهوي والوطني، مؤكدة أن المركز يطمح إلى أن يصير فاعلا مركزيا في مواكبة الجمعيات في مختلف مبادراتها. من جانبه، أبرز الكاتب العام للمدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة، السيد محمد حداش، مهام وأهداف المركز، لاسيما انفتاحه على محيطه السوسيو-اقتصادي لمدينة الصويرة، مع التأكيد على أن المركز مستعد لوضع خبرته رهن استفادة الجمعيات من أجل تقوية قدرات أعضائها ومواكبتهم في تحقيق الأهداف. من جهته، أكد رئيس جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي جماعة الصويرة، سعيد بقريض، أن الجمعيات تحتاج إلى "حرية أكبر" وتثمين من أجل التدخل بشكل ناجع. وسلط في هذا الإطار، الضوء على مختلف الصعوبات التي تواجهها هذه الجمعيات خلال حملات ومبادرات التضامن. بدوره، أبرز منسق فرع جمعية "بيتي" بالصويرة، حسن القادري، مبادرات التضامن المنظمة من قبل الجمعية لفائدة الأسر المعوزة، معتبرا أن طبيعة وحجم مشاكل الأسر الهشة تتجاوز بشكل واسع موارد الجمعيات من أجل التدخل بنجاعة وفعالية. وشدد الفاعل الجمعوي، في هذا السياق، على ضرورة الانخراط الفعلي لمجموع الأطراف المعنية في هذا المجهود النبيل. من جانبه، قدم عضو جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض (فرع الصويرة) والمنسق الإقليمي للبيئة بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، هشام أكورد، لمحة حول عمل الجمعية منذ يونيو 2020، حيث استعرض مختلف الأنشطة والمبادرات المتصلة بالبيئة والتحسيس. ودعا أيضا إلى تنظيم حملات تحسيسية لفائدة الساكنة، لاسيما الأطفال، مقترحا العمل على تصور الحي الإيكولوجي بالصويرة. وفي ختام هذا اليوم الدراسي، اتفق المشاركون على العمل بشكل مشترك من أجل إرساء شراكة بين مختلف الجمعيات تتمحور حول الأحياء الإيكولوجية بالصويرة والجانب التكويني وتقوية قدرات جمعيات المدينة. المصدر: الدار- وم ع