الشاب الصيني تشانغ يي مين المولود العام 1983 استقال من شركة "مايكروسوفت" الشهيرة بسبب ما قال، إنها طريقة العمل المملة، وأسس الشركة الأم لتطبيق "تيك توك" وهي شركة "بايت دانس" في العام 2012، ومستخدما الذكاء الاصطناعي أطلق "تيك توك" العام 2017 في الأسواق. وبفضل خوارزمية تشجع الناس على مشاهدة المقاطع بشراهة، ومجموعة متطورة من المؤثرات الصوتية والبصرية جذب "تيك توك" مئات الملايين حول العالم. ففي سبتمبر 2018، تجاوز فيسبوك وإنستغرام وسناب شات ويوتيوب، في عمليات التحميل الشهرية من متاجر التطبيقات، وتم تنزيله أكثر من مليار مرة في عام واحد. وحلق النجاح الهائل لتطبيق "تيك توك" بشركة "بايت دانس" المالكة للتطبيق لتتجاوز شركة "أوبر" كأغلى شركة ناشئة في العالم، بقيمة بلغت أكثر من 75 مليار دولار. لماذا نجح تيك توك؟ منذ قرون والشباب يطرحون على بعضهم أسئلة مثل "هل تحبني؟" و"هل أصبحت صديقها الآن؟" و"لماذا تحب الفتيات الرجال السيئين؟". ولكن الآن، حول تطبيق على "تيك توك"، هذه الأسئلة إلى صور هزلية واسعة الانتشار على خلفية موسيقية، لتصل إلى الملايين في جميع أنحاء العالم. ويمكّن التطبيق المستخدمين من تصوير مقاطع فيديو لأنفسهم، وهم يتظاهرون بأنهم يغنون أغنية شهيرة، أو يمثلون مقطعًا كوميديًا لمدة 15 ثانية، ويمكن للمستخدم اختيار أصوات الخلفية من بين قاعدة بيانات، تحتوي على أغان ومؤثرات صوتية ومقاطع صوتية. ويعتبر التعاون أحد الحوافز الرئيسية للتطبيق، حيث يمكن للمستخدم عمل "دويتو" مع شخص ما، عن طريق الرد على فيديو خاص به، ليظهر المقطعان في شاشة مقسمة جنبا إلى جنب، ويشعل سلسلة لا نهاية لها من التفاعلات. الصراع العالمي ومكّن تطبيق "تيك توك" الصين لأول مرة، من امتلاك ثلاثي خطير، يتمثل في "المعرفة الهندسية وبراعة التسويق والمعرفة اللازمة بالثقافات المتعددة"، لإطلاق تطبيق ينجح محليا ودوليا. وكما هو الحال في كل مرة دخلت السياسة على الخط، فبينما يستمتع ملايين المراهقين بمحتوى "تيك توك" تخوض الدول العظمي حربا على جبهة أخرى في ساحة ساخنة للنزاع التجاري والتكنولوجي العالمي وفي خضم هذه المعركة، وجدت شبكة "تيك توك" نفسها ضحية للطموح الصيني تارة، والهيمنة الأمريكية تارة أخرى. فقد حظرت الهند "تيك توك" مؤخرا على خلفية الاشتباكات الحدودية مع الصين، وتتجه واشنطن لخطوة مشابهة بذريعة خطر التطبيق على الأمن القومي الأمريكي. والآن، يجد مؤسس "تيك توك" نفسه، تحت ضغط هائل، وهو يحاول أن يؤكد للعالم أن تطبيقه آمن وموثوق من جهة، بينما يحاول حماية نفسه في الصين من خلال عدم القبول بتصويره كمستسلم لمطالب الغرب، من جهة أخرى. المصدر: الدار– وكالات