بعد أشهر قليلة على تشكيل الحكومة الاشتراكية في إسبانيا بزعامة بيدرو سانشيز، وبتحالف مع أحزاب يسارية وجهوية، لم يكن بابلو إغليسياس، يتوقع أن تعترضه المشاكل فترة قصيرة على توليه منصب نائب رئيس الحكومة، وهو المنصب الذي جاء نتيجة مفاوضات عسيرة بينه وبين رئيس الحكومة. والمثير أن أكبر عقبة تقف في وجه الطموح السياسي لزعيم "بوديموس" اليساري الراديكالي، هو قضيته مع مستشارته المغربية، دينا بوسلهام، والتي وصلت إلى قاعات المحاكم، وصارت وجبة يومية في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي. وتفجرت قصية دينا بوسلهام وزعيم حزب بوديموس، بعد تسرب محادثات هاتفية بين الطرفين، وهي محادثات يمكن اعتبارها سرية، أو حميمية، وهو ما دفع، في البداية، حزب بوديموس، إلى التشكيك في الجهات التي سربت تلك المحادثات، وتم اعتبارها مؤامرة من أجل إزاحة حزب بوديموس من المشهد السياسي، أو تحجيمه سياسيا على الأقل. وتعمل المغربية بوسلهام مستشارة سياسية لبابلو إغليسياس، وهي متحدرة من مدينة طنجة، وحصلت على شواهد جامعية في العلوم السياسية من فرنسا وإسبانيا، وكانت من بين أنشط الوجوه السياسية بحزب "بوديموس". وقدمت دينا بوسلهام، مؤخرا، شهادتها في الموضوع أمام القضاء، والتي تتعلق بطريقة تسريب المحادثات بينها وبين رئيسها في الحزب، وهي التصريحات التي لم اعتبرتها مصادر إعلامية إسبانية بأنها لم تقدم أي جديد ولم تفتح أي منفذ نحو معرفة مصدر التسريبات. وفي الوقت الذي يبدو فيه حزب "بوديموس" متماسكا أمام أول قضية جدية تواجه رئيسه، فإن الحزب اليميني المتطرف، فوكس، واصل الركوب على هذه القضية، وطالب بتوجيه اتهامات خطيرة لزعيم بوديموس ومستشارته المغربية. وترى مصادر إعلامية إسبانية أن اليمينيين المتطرفين الإسبان، ممثلين في حزب "فوكس"، يرومون استغلال وجود فتاة مغربية في القضية لكي يحاولوا استغلال القضية سياسيا، من خلال المطالبة بتوجيه اتهامات ثقيلة لقيادة بوديموس، في الوقت الذي لا يزال الحزب الاشتراكي، الذي يقود الحكومة، ملتزما الصمت، ويعتبر ما يجري شانا داخليا لحليفه في الحكومة "بوديموس".