لن يكون المغرب، مجبرا فقط على التعامل مع الوضع السياسي الجديد في اسبانيا، بعد فوز حزب "فوكس" اليميني المتطرف في الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم الأحد المنصرم، بحصوله على 52 مقعدا، بل سيتعين عليه أيضا التكيف مع الدخول المحتمل لحزب "بوديموس"، الحليف الكبير لجبهة البوليساريو، إلى الحكومة الإسبانية المقبلة. فبعد مرور 48 ساعة على الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة في الجارة الايبيرية، وقّع الحزب الاشتراكي الموحد ويونيداس بوديموس، في وقت مبكر من بعد ظهر اليوم الثلاثاء، "اتفاقا مبدئيا لتشكيل حكومة ائتلافية" تقدمية، على مدى السنوات الأربع المقبلة. واختتم حفل التوقيع، الذي جرى في مقر مجلس النواب، بعناق بين بيدرو سانتشيث، رئيس حكومة تصريف الأعمال في إسبانيا الاشتراكي، وبابلو إيغلسياس زعيم حزب "أونيداس بوديموس" اليساري المتطرف، علما بأن هذه الاتفاق لا يضمن الأغلبية المطلقة لبيدرو سانشيز، والمحددة ف 176 مقعدًا في مجلس النواب، علما أن التحالف الجديد يضم 155 نائبًا فقط. وسيسعى بيدرو سانشيز، الى الحصول على دعم الأحزاب القومية، بما في ذلك حزب الباسك القومي ومقاعده السبعة، بالإضافة إلى ماس بايس الثلاثة (تقسيم بوديموس)، وامتناع محتمل عن انفصاليين اليسار الجمهوري الكتلانية (13 نائبا) وباسكو دي بيلدو (5 نواب). سيودادانوس، الخاسر الأكبر في الانتخابات التشريعية لعاشر نونبر، قد ينضم أيضًا إلى الممتنعين عن التصويت. وضع سياسي يطرح علامات استفهام حول العواقب التي سيحدثها دخول وزراء بوديموس إلى الحكومة الاسبانية على العلاقات بين المغرب واسبانيا؟ الاعلان عن هذا الاتفاق المبدئي، بين بيدرو سانتشيث، رئيس حكومة تصريف الأعمال في إسبانيا الاشتراكي، وبابلو إيغلسياس زعيم حزب "أونيداس بوديموس" اليساري المتطرف لتشكيل ما يطلقان عليه اسم حكومة ائتلافية "تقدمية"، سيتعين على الرباط، أن تتكيف معه، و دراسة تداعياته، لأسباب وجيهة، أهمها أن "بابلو إغليسياس ورفاقه، لم يخفوا في مناسبات عديدة، دعمهم لأطروحات جبهة البوليساريو الوهمية، والأنكى من ذلك، أن إدارة حزب بوديموس، تعد مع ممثل الجبهة في مدريد برنامج عمل الكيان الوهمي في إسبانيا. كما أن رفاق بابلو اغليسياس، يدعون الحكومة الاسبانية إلى دعم تمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، كما أدانوا إدراج مياه ومنتجات الاقاليم الصحراوية في اتفاق الفلاحة والصيد البحري الموقع مع الاتحاد الأوربي، علاوة على دعم حزب بوديموس، لحراك الريف، من خلال نوابه الأوربيين. وضع سياسي جديد، يقتضي من الآن فصاعدًا، على المسؤولين المغاربة أن يتعاملوا معه بحنكة دبلوماسية قوية. فمن جهة هناك التواجد الكبير لحزب فوكس اليميني المتطرف، المناوئ للمهاجرين، والقاصرين المغاربة، والرافض لما يسميه ب"الابتزاز" المغربي لإسبانيا في ملف الهجرة، والذي يملتك 52 نائباً في البرلمان، وحزب بوديموس، الداعم لجبهة البوليساريو الوهمية، وأطروحاتها الوهمية.