تشير التقارير إلى أن قرابة مليون سائح مغربي يزورون إسبانيا كل عام، وهو رقم ليس هينا إذا حسبناه بمنطق ما يتركه هؤلاء في خزينة الدولة الإسبانية، حيث يعرف عنهم أنهم يصرفون أكثر مما يصرفه باقي السياح الأوربيين أو الأمريكيين. وإذا أضفنا إلى هؤلاء مئات آلاف من السياح المغاربة الآخرين الذين يفضلون زيارة أماكن أخرى من العالم كل عام، أو عدة مرات في السنة، فإننا سنكون أمام رقم كبير بكل المقاييس، في الوقت الذي لا يزال قطاع السياحة في المغرب يعاني الأمرّيْن من أجل استقطاب المزيد من السياح. التقارير تقول إن السياح المغاربة، سواء في إسبانيا أو في بلدان أخرى، عادة ما ينفقون بسخاء، ويتسوقون أكثر، ويقضون المزيد من الوقت في البلدان التي يزورونها، وغالبا ما تكون ضعف المدة التي يقضيها السياح الآخرون. هكذا يبدو السياح المغاربة ربحا للبلدان الأخرى، في الوقت الذي لا تزال السياحة الداخلية المغربية تترنح من أجل استقطاب السياح إلى مختلف المدن المغربية، وهو ما يتحقق بشكل بطيء، بالنظر إلى معيقات كثيرة. حاليا، يبدو أن كل الظروف تلعب من أجل ازدهار السياحة الداخلية، حيث حاصر فيروس "كورونا" سياح العالم، إلى درجة أن كل البلدان تعمل على استقطاب وتشجيع سياحتها الداخلية، أكثر مما تطمح إلى استقطاب سياح من الخارج. ويبدو المغرب معنيا بهذا الموضوع أكثر من غيره، فبسبب تعثر السياحة الداخلية، بالمقارنة مع الطموحات، فإن الفرصة متاحة هذا الصيف لجعل السياحة الداخلية رهانا اقتصاديا حقيقيا، في ظل استحالة، أو تعذر، فتح الآفاق بشكل كامل أمام السياحة الخارجية. وإذا أخذنا في الاعتبار أن نصف السياح المغاربة الذين يحبذون قضاء إجازاتهم في الخارج سيستكينون هذا العام عن فعل ذلك، وهم في حدود المليون ونصف تقريبا، فإنه من المرجح أن نفس العدد تقريبا من السياح المغاربة إلى الخارج سيطمحون هذا العام إلى قضاء عطلهم الصيفي في منطقة مغربية، وهذا منا سيجعل التحدي كبيرا من أجل جعل هؤلاء السياح يختارون بلدهم المغرب بشكل دائم، أو بشكل متقطع، أي أن هناك فرصة سانحة في هذه الظروف لكي تربح السياحة الداخلية المغربية الشيء الكثير، لو عرفت كيف تغتنم الفرصة.