قال صندوق النقد العربي إن رحلة تعافي قطاع الطيران العربي من تداعيات أزمة فيروس "كورونا" المُستجد على الأرجح "سوف تكون صعبة وقد تحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل". وأكد الصندوق في تقرير حول "تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد على قطاع الطيران في الدول العربية وسياسات دعم التعافي" ضرورة أن تركز سياسات دعم تعافي القطاع في المدى المتوسط في الدول العربية على ضمان توفير الائتمان اللازم ودعم سيولة شركات الطيران، وتخفيف الأعباء المالية على شركات الطيران سواءً من خلال تأجيل تسديد الضرائب أو أقساط القروض. كما دعا الصندوق الى تحفيز عمليات إعادة الهيكلة وترشيد النفقات والاندماج، وتشجيع الطيران الاقتصادي والداخلي، واغتنام الفرص التي تتيحها التحولات الرقمية. وتوقع التقرير حدوث انخفاض في أعداد المسافرين إلى تسع دول عربية تلعب بها قطاعات الطيران دورا بارزا بنحو 114 مليون مسافر عام 2020، وتراجع أعداد الوظائف بقطاع الطيران في البلدان العربية بنحو مليون وظيفة، وكذا في إيرادات القطاع بنحو 23 مليار دولار، وانخفاض مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 60 مليار دولار عام 2020. وأشار المصدر ذاته إلى ان النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط التي تضم الدول العربية يوفر نحو 2.4 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة، تمثل نحو 3.3 بالمائة من إجمالي العمالة بالمنطقة. إضافة إلى ذلك فإن صناعة الطيران بالمنطقة تساهم بما قيمته حوالي 130 مليار دولار في النشاط الاقتصادي تعادل نحو 4.4 بالمائة من إجمالي الناتج الإجمالي للمنطقة. وسجل الصندوق بأن قطاع الطيران تأثر بشكل كبير بأزمة فيروس كوفيد-19 في ظل الانتشار السريع للوباء، وإعلان حالة الطوارئ في العديد من الدول لمواجهته، وفرض حالات الإغلاق الكلي أو الجزئي في معظم دول العالم، وهو ما أجبر شركات الطيران حول العالم على تعليق أو خفض عدد رحلات الطيران بشكل ملحوظ، لاسيما في ما يتعلق برحلات نقل الركاب وهو ما ينذر بإفلاس 85 في المائة من شركات الطيران، ما لم تحصل على دعم حكومي طارئ. وذكر التقرير بأن ناتج قطاع الطيران العالمي يبلغ نحو 2.7 تريليون دولار، بما يوازي نحو 3.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. كما يساهم القطاع في توفير 65.5 مليون وظيفة حول العالم سواء بصورة مباشرة أو غير مباشر ، مسجلا من جانب آخر، أن قطاع الطيران يدعم حركة التجارة الدولية، حيث ينقل بضائع تقدر قيمتها بنحو 6.0 تريليون دولار سنويا. وتجدر الاشارة الى ان صندوق النقد العربي ،الذي تأسس سنة 1976 ،يتخذ من مدينة أبوظبي مقرا دائما له ،ويضم في عضويته جميع الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية. المصدر: الدار أ ف ب