قال المفكر الإسلامي، محمد عبد الوهاب رفيقي، -حول جدل التعصيب في الإرث- إنه "حين كان العم أو ابن العم، بمقتضى نظام التعصيب يأخذ نصيبا من التركة، مقابل الأدوار التي كان يقدمها مقابل ذلك، داخل القبيلة.. اليوم.. هذا العم أو ابن العم لم يعد يقم بهذه الأدوار لصالح الأسرة والعائلة. وشدّد رفيقي، على أنه ليس من المعقول في عصرنا الحالي أن يظل العم وابن العم يرث مع بنات المتوفى، باعتبار الأسرة الحالية التي تحولت إلى أسرة نووية، مبينا أنه من الصعب اليوم استساغة أن يتوفى شخص ويترك بنتا واحدة أو عدد من البنات، فتنتقل نصف تركته أو ثلثها إلى أبناء الأعمام أو الأعمام الذين لا تربطهم بالأسرة إلا رابط (المعروف)، التي نشهدها في العلاقات ما بين أفراد الأسر وأعمامهم، وفي بعض الأحيان تكون العلاقة العائلية باردة جدا، وأحيانا تكون عداوة، ومع ذلك يأتي العم وابن العم ليأخذا نصف تركة المتوفى، علما أن التعصيب ليس بنص قرآني، ولا بنص نبوي صريح، هو فقط اجتهاد فقهي محض، مبني على واقع معين وسياق معاش." وأضاف الباحث في الدراسات الإسلامية في معرض حواره مع موقع "الدار" أن موضوع الوصية، ذُكر في القرآن أكثر من مرة، بل ذكرت الوصية على وجه الإلزام والفريضة. و"مع ذلك، نجد الفقه الإسلامي الذي نتعامل به اليوم، قد غيّب موضوع الوصية.. حتى مدونة الأسرة، وضعت شروطا وقيودا، على غرار "لاوصية لوارث"، و"لا وصية أكثر من الثلث." وأشار "أبا حفص" إلى أن "هذه الشروط ينبغي أن يعاد فيها النظر. خاصة أن القرآن بيّن وتحدث عن الوصية، وقال إنها للوالدين وللأقربين، ولم يقل أنها لغير الورثة." وخلص محمد عبد الوهاب رفيقي، في ختام حديثه، إلى موقع "الدار"، إلى أن هذه المواضيع يمكن تعديلها ومناقشتها في هذا الباب، والأساس من كل هذا، أنه كل ما تحدثت عنه هو من مقاصد الدين..ومن مقاصد الدين الأساسية الذي جاء بها القران هو إقامة العدل بين الناس بما يتوافق مع متغيرات اليوم، أما الوقوف على النصوص القرآنية حرفيا ليس من مقاصد الدين".