يشتكي محررو الصحف في من صعوبة الحصول على الأخبار، وهي شكوى لها ما يبررها اذ ان الاخبار لا تزال تقتصر في أغلب الأحيان على البيانات (البلاغات) سواء كانت رسمية أو حزبية أو من إدارات ، ويمكن إضافة جلسات البرلمان ، عدا ذلك لا توجد أخبار يتعد بها. يعتقد السياسيون وصناع القرار أن أفضل الانجازات، تلك التي يتم الإعداد لها بعيداً عن أعين وآذان الصحفيين. وتكمن المشكلة بالنسبة للصحافي أنه حين يتوفر على مصادر يعتد بها لا يستطيع نشر كل ما يصل اليه من اخبار والا فقد هذه المصادر.لكن هل المشكلة تكمن في الآخرين؟ اعتقد انه تقع على الصحافي أيضاً مسؤولية أن يحظى بالمكانة التي يحظى بها الصحافيون في الغرب على الرغم من أن الحرية هناك ليست هي الحرية هنا. إنتقل الى موضوع لصيق.اعتمدت وكالة رويترز في الثمانينيات مراسلا في العاصمة السورية دمشق ،حصل هذا المراسل على خبر مهم يتعلق بصفقة اسلحة كانت تعتزم سوريا التوقيع عليها لكنه لم يستطع أن يحصل على مصدر يمكن أن يتحمل مسؤولية نسب الخبر اليه، إذ رويترز من الوكالات التي تتحرى الدقة الشديدة في أخبارها حتى ولو كان ذلك على حساب السبق. لكن المراسل كتب خبره ونسبه إلى مصادر مطلعة في العاصمة السورية. توقع صاحبنا ان يتلقى تهنئة من المكتب الإقليمي للوكالة، وكان آنذاك في بيروت لكن مدير المكتب كتب له برقية عاجلة يقول فيها: قدم استقالتك فوراً.