اتسعت اجراءات الحجر الصحي والقيود الاربعاء عبر الصين وخارجها للقضاء على وباء فيروس كورونا المستجد فيما ارتفعت حصيلته الأربعاء إلى نحو 500 وفاة. وبعد وضع مدينة ووهان ومقاطعتها هوباي (وسط الصين) تحت الحجر الصحي عمليا، فرضت مدن أخرى في شرق البلاد قيودا على عشرات الملايين الاضافيين من السكان. وأشادت منظمة الصحة العالمية بهذه الاجراءات المشددة. وقال مديرها العام تيدروس أدهانوم جبريسوس مساء الثلاثاء "هناك فرصة سانحة للمقاومة بفضل الاجراءات القوية للصين (..) يجب ان نستغلها"، داعيا الى تقاسم أفضل للمعلومات حول الفيروس. وتوفي 490 شخصا على الاقل في الصين (خارج ماكاو وهونغ كونغ) بسبب الفيروس أغلبهم في مقاطعة هوباي، بحسب حصيلة رسمية الاربعاء. وتم تأكيد اصابة أكثر من 24 الف شخص بالفيروس. وبين هؤلاء مولود صيني عمره يوم واحد، بحسب وسائل اعلام صينية عامة، وهو أصغر المصابين. في الاثناء تم كشف نحو 200 اصابة خارج الصين في عشرين بلدا. وقبالة اليابان في يوكوهاما سيبقى 3700 شخص من جنسيات مختلفة عالقين، لفترة 14 يوما على الاقل، في سفينة الرحلات السياحية، وذلك بعد اكتشاف عشر حالات اصابة بالفيروس في السفينة. وفي هونغ كونغ عزل 1800 شخص في الميناء الاربعاء حتى اجراء فحوصات طبية، وذلك بعد اكتشاف ثلاث حالات اصابة على السفينة التي تقلهم. وأعلنت السلطات المحلية الثلاثاء عن أول اصابة فيها. وأغلقت معظم نقاط العبور الى باقي الصين وأعلن أنه ابتداء من السبت المقبل سيفرض الحجر الصحي لاسبوعين على كل القادمين من اليابسة الصينية. وأعلنت شركتا الطيران الاميركيتان يونايتد وأميركان ايرلاينز الاربعاء تعليق رحلاتهما الى هونغ كونغ وذلك بعد وقف رحلاتهما الى الصين القارية. كما أوقفت السلطات الاندونيسية مساء الاربعاء الرحلات الجوية مع الصين، ما ادى الى بقاء آلاف السياح عالقين في جزيرة بالي السياحية. وشددت دول اخرى اجراءاتها. وبدأت ايطاليا حيث تدهور الوضع الصحي لمصابين اثنين فيها، مراقبة حرارة كل القادمين الى مطاراتها بكاميرات حرارية. وتشيد فيتنام مستشفيات ميدانية لمواطنيها العائدين من الصين. وفي الصين تزداد اجراءات الحجر الصحي صرامة. وبدأت عدة مدن في مقاطعة جيشيانغ (شرق) التي تبعد عدة مئات من الكيلومترات عن هوباي، منذ الثلاثاء تطبيق اجراءات مشددة جديدة بشأن تنقل الاشخاص. وفي هانغتشو (تسجيل اكثر من 200 حالة)، وهي مدينة تكنولوجيا وسياحة تقع على بعد 175 كلم جنوب غرب شنغهاي، وُضعت أسيجة خضراء لقطع الشوارع المؤدية إلى مقر عملاق التجارة الالكترونية الصيني علي بابا. وخلت الشوارع من المارة فيما حلقت طائرة عسكرية في الأجواء. وصدرت نداءات عبر مكبرات صوت تقول "من فضلكم، إلزموا منازلكم" اضافة الى الدعوة للابلاغ عن كل شخص من مقاطعة هوباي. يقع مقر شركة علي بابا في إحدى المناطق الثلاث التي أُبلغ سكانها وعددهم 3 ملايين نسمة هذا الأسبوع، أن شخصا واحدا فقط من كل أسرة سيسمح له بالخروج مرة كل يومين لشراء احتياجات الاسرة. وفرضت ثلاث مدن أخرى على الاقل في مقاطعة جيجيانغ الواقعة شرقا — تاتشو وونتشو وأجزاء من نينغبو — تدابير مماثلة تشمل نحو 18 مليون شخص. وامتدت الاجراءات المشددة الاربعاء الى مقاطعات أخرى وصولا الى المناطق البعيدة في شمال شرق البلاد القريبة من سيبيريا. في مقاطعة هينان، المحاذية لهوباي، قررت البلدية أن شخصا واحدا من كل أسرة يمكنه مغادرة المنزل مرة كل خمسة أيام. وعرضت على السكان مكافآت مالية لقاء تقديم معلومات عن أشخاص قادمين من هوباي. وقالت وزارة الصحة الصينية الاربعاء "علينا اتخاذ اجراءات بالغة الصرامة لمكافحة وللقضاء على كافة أشكال الاعمال المثيرة للاضطراب التي تنفذها قوى معادية". وازاء انتقادات عنيفة لادارتها الازمة، اقرت الحكومة الصينية بوجود "ثغرات". واستقبلت ووهان التي يعيش قطاعها الصحي ضغوطا، الثلاثاء اول المرضى في مستشفى جديد شيد في عشرة أيام ويحوي الف سرير. وسيفتتح قريبا مستشفى ثاني من هذا النوع، في حين يتم تطوير عشرة مباني قائمة ليمكنها استقبال المرضى. ورفضت السلطات الصينية طلب رئيس وزراء كمبوديا هون شين زيارة ووهان للاطمئنان على طلبة قيد الحجر الصحي هناك، بحسب وسائل الاعلام الصينية العامة. وخارج الصين سجلت حالة وفاة واحدة نسبت لفيروس كورونا في الفيليبين. ومع حالة الشلل والقيود المفروضة وشبه العزلة عن العالم، قد يتأثر الاقتصاد الصيني لأمد بعيد. ومُددت عطلة السنة الجديدة الى نهاية الاسبوع في العديد من مقاطعات الصين وستبقى معظم الشركات والمصانع مغلقة حتى 9 فبراير على الاقل. وقالت رئيسة البنك المركزي الاوروبي كريستين لاغارد الاربعاء ان انتشار الفيروس الجديد سيضيف "ظلالاً أخرى من انعدام اليقين" على النمو الاقتصادي. وأعلنت شركة صناعة الطائرات الاوروبية ايرباص الاربعاء ان خط انتاج ايه-320 في تيانجين قرب بكين، سيبقى مغلقا الى فترة غير محددة. المصدر: الدار أ ف ب