أصبحت هونغ كونغ الثلاثاء ثاني منطقة خارج الصين القارية تسجل فيها وفاة بفيروس كورونا المستجد بعد الفيليبين، فيما فُرضت قيود على حركة التنقل في مدينتين أخريين بعيدتين عن بؤرة الفيروس تضم إحداهما موقع مجموعة علي بابا للتجارة الالكترونية. وأعلنت هونغ كونغ وفاة رجل في التاسعة والثلاثين من العمر بعد أن كانت قد أغلقت كل المعابر مع الصين القارية، باستثناء اثنين، لمنع انتشار الفيروس. والأحد سجلت الفيليبين وفاة صيني قدِم من ووهان، بؤرة الفيروس الذي أعلنت وزارة الصحة الصينية حالة طوارئ صحية بسببه. وانتقل الفيروس حتى الآن إلى أكثر من 20 دولة، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى الإعلان عن حالة طوارئ صحية على مستوى العالم، كما دفع بالعديد من الحكومات لفرض قيود على السفر وشركات الطيران لتعليق الرحلات من وإلى الصين. وما زالت هونغ كونغ تذكر تبعات انتشار فيروس سارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد) الذي أودى بقرابة 300 شخص في هونغ كونغ و349 آخرين في الصين القارية في 2002 و2003. وأعلنت الصين في وقت سابق الثلاثاء عن 64 وفاة جديدة — رقم قياسي ليوم واحد — ناجمة عن الفيروس لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 425 مع أكثر من 20 ألف إصابة في أنحاء البلاد. ويعتقد أن الفيروس ظهر في سوق لبيع الحيوانات البرية، وانتشر بسرعة مع حركة تنقل الناس لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في أواخر يناير. ومع أكثر من عشرين ألفا و400 إصابة مؤكدة بالفيروس، تعد نسبة الوفيات بكورونا أقل بكثير عن تلك التي سجلت عند انتشار سارس وبلغت 9,6 بالمئة من الإصابات. وذكرت إحدى وسائل الإعلام في هونغ كونغ أن الرجل توفي لمضاعفات نجمت عن مشاكل صحية يعاني منها أساسا وأدت إلى تعقيد معالجته. وكان هذا الرجل قد زار ووهان الشهر الماضي. وتسعى الصين بصعوبة لاحتواء الفيروس رغم تفعيل تدابير غير مسبوقة مثل عزل أكثر من خمسين مليون شخص في مقاطعة هوباي حيث ظهر الوباء. كما فرضت قيودا على مناطق بعيدة عن بؤرة المرض. وستسمح مدينة تايتشو وثلاث مناطق في مدينة هانتشو — بينها المنطقة التي تضم المكاتب الرئيسية لعملاق التجارة الالكترونية الصيني علي بابا — لشخص واحد من كل أسرة بالخروج من المنزل مرة كل يومين لشراء الحاجيات، وفق مسؤولي المدينة، وهي تدابير ستؤثر على تسعة ملايين شخص. وأعلنت مدينة اخرى في مقاطعة جيجيانغ، هي مدينة وانتشو التي تضم تسعة ملايين نسمة، الاجراءات نفسها في نهاية الأسبوع الماضي. أقرت القيادة الشيوعية الصينية في اعتراف نادر من نوعه الاثنين، ب"قصور وصعوبات في الرد على الوباء". وطالبت اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم بتحسين "الجهاز الوطني لمواجهة الحالات الطارئة"، على ما أعلنت وكالة الصينالجديدة للأنباء. وأكد المكتب السياسي أنه "من الضروري تعزيز مراقبة السوق، وتطبيق حظر حازم واتخاذ إجراءات صارمة ضد أسواق الحيوانات البرية غير القانونية وتجارتها". وقالت الحكومة أيضا إنها بحاجة "عاجلة" لمستلزمات طبية للوقاية مثل الأقنعة الطبية وبزات ونظارات الوقاية ضمن جهود السيطرة على تفشي الفيروس. ومعظم الوفيات سجلت في ووهان وباقي المناطق المحيطة بمقاطعة هوباي التي فرض عليها إغلاق منذ نحو أسبوعين. وبدأ مستشفى في ووهان تم بناؤه في غضون أسبوعين ويتسع لالف سرير، استقبال المرضى الثلاثاء. ومن المقرر أن يفتح مستشفى آخر موقت أبوابه في وقت لاحق هذا الأسبوع. برزت مخاوف عالمية بشأن الفيروس مع إعلان منظمي الرحلات البحرية السياحية إنهم لن يسمحوا بصعود ركاب وأفراد طواقم زاروا مؤخرا الصين. وفرضت اليابان حجرا صحيا على سفينة سياحية تقل 3711 شخصا فيما تقوم الثلاثاء بإجراء فحوص على الركاب لرصد أي إصابة بالفيروس بعد أن تم الإعلان عن إصابة راكب سابق بالمرض في هونغ كونغ. ويؤثر الفيروس بشكل متزايد على الاقتصاد متسببا بإقفال شركات وتقليص عدد الرحلات الدولية والتأثير على خطوط الانتاج الخاصة بماركات تجارية كبرى. ومددت الحكومة عطلة السنة القمرية الجديدة ثلاثة أيام سعيا لإبقاء الناس داخل منازلهم. لكن العديد من المدن الكبيرة — بينها شنغهاي — دعت الشركات إلى إبقاء أبوابها مغلقة لأسبوع آخر. وبدورها أرجأت الجامعات والمدارس بدء الفصل الدراسي الجديد. وتراجعت بورصة شنغهاي 8 بالمئة تقريبا الاثنين في اليوم الأول للتعاملات بعد العطلة، لكن الأسهم كانت تسجل ارتفاعا في منتصف يوم الثلاثاء. المصدر: الدار أ ف ب