كشفت صحيفة " La Voz de Galicia" الاسبانية أن الوقت لازال مبكراً للحديث عن امكانية اقتناء البحرية الملكية المغربية، لسفن عسكرية اسبانية في اطار صفقة بيع بين المغرب واسبانيا، يجري التفاوض بشأنها لأول مرة منذ ثلاثة عقود. ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية مسؤولة من شركة "نافانتيا" الإسبانية المتخصصة في صناعة السفن البحرية، أنها تنتظر موافقة الجانب المغربي على العرض المطروح حاليًا، والذي يهم بيع سفينتين عسكريتين إلى القوات البحرية المغربية بقيمة 260 مليون يورو، مشيرة إلى أن عملية البيع ما تزال معلقة إلى حين موافقة الجانب المغربي. ووفقا لذات الصحيفة، فالمسؤولون الاسبان يعتبرون هذه الصفقة "فرصة عمل جذابة"، إلا أنهم يتوخون الحذر بشأن نتائج المفاوضات المستقبلية بهذا الصدد، مشيرة الى أنه لا يوجد موعد نهائي لإبرام اتفاق تجاري محتمل لبيع السفينتين. وأوضحت الصحيفة الاسبانية أن المغرب تلقى في السابق، عروض مماثلة للعرض الاسباني، خصوصا من الجانب الروسي، حيث أعلنت الرباط بعد زيارة رئيس الوزراء ديميتري ميدفيديف في أكتوبر 2018، أنها عاقدة العزم على اقتناء بطاريات صواريخ من نظام S-400 والغواصة أمور 1650. وفي هذا الصدد، قال ذات المصدر أن المغرب وروسيا لم يخطوا خطوات ملموسة لعقد صفقة عسكرية سبق وأن أعلن عنها نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي، فيكتور إفتوخوف، في أبريل 2016، والتي تهم اقتناء الرباط ل 20 طائرة من نوع Sukhoi SSJ-100 عبر شركة Royale air Maroc RAM، وكذلك طائرات إيركوت MC- 21، مشيرا الى أن ابرام هذه الصفقات العسكرية "تتقيد باعتبارات أخرى". واعتبرت ذات الصحيفة أنه في حالة احراز عملية المفاوضات بين الطرفين الاسباني والمغرب لتقدم ملموس في غضون الأيام المقبلة، فستكون المملكة قد قدمت بذلك " هدية للحكومة الإسبانية"، مبرزة أن المئات من الوظائف داخل شركة ""نافانتيا" مهددة لا سيما في مصنعي "سان فرناندو" في قاديس في الأندلس و"فيرول" في لاكورونيا في غاليسيا، اللذان عادت ما يتنافسان تقليديًا على الصفقات العسكرية، كما يتضح من خيبة الأمل التي مني بها مصنع "غاليسييا" في صفقة بيع خمسة فرقاطات نيابة عن المملكة العربية السعودية في عام 2018. من جانبها، بدأت النقابات في دق ناقوس الخطر بشأن عدم وجود عقود عسكرية جديدة، معتبرة الصفقة المحتمل توقيعها مع المغرب، فرصة مواتية في انتظار إطلاق خمس فرقاطات من طراز F-100 للبحرية الإسبانية. وسيسمح اقتناء الرباط للسفينتين العسكريتين بالتأثير على "اللعبة" السياسية الداخلية في مدريد، حيث تستعد حكومة ائتلافية يسارية في الأسابيع المقبلة لتولي السلطة، لأول مرة في تاريخ الديمقراطية في اسبانيا، مما سيسمح للمغرب باتقاء شر حزب "بوديموس" شريطة ألا يزعج فرنسا، التي اعتادت على الاستفادة من بناء السفن بالنيابة عن المغرب. وكانت صحيفة "البايس" الاسبانية قد كشفت في وقت سابق، أن المغرب واسبانيا بصدد ابرام صفقة تقتني بموجبها الرباط، سفنا عسكرية لأول مرة منذ ثلاثة عقود، مشيرة الى أن مدريد تتفاوض مع الرباط على بيع سفينتين عسكريتين إلى القوات البحرية المغربية بقيمة 260 مليون يورو. وأشارت الى أن الأمر يتعلق، بسفينتين متطورتين لمراقبة الحدود البحرية وعملية مراقبة الهجرة غير الشرعية في أعالي البحار من صناعة شركة "نافانتيا" الإسبانية المتخصصة في صناعة السفن البحرية.