كشفت نتائج استطلاع الباروميتر العربي عن تزايد الرغبة في الهجرة في أوساط المواطنين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وخلص الخبراء إلى أنه على امتداد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هناك شخص من بين 3 أشخاص يفكر في الهجرة من بلده، ويمثل هذا المستوى زيادة كبيرة للغاية مقارنة بعام 2016، السنة التي شهدت نهاية مرحلة طويلة من تراجع نسبة المواطنين الراغبين في الهجرة.
وعلى سبيل المثال، وفق البارومتر العربي، فإن نسبة المواطنين الذين يفكرون في الهجرة في الأردن أصبحت أكثر من مثيلتها في 2016 ب 23 نقطة مئوية، في حين كانت الزيادة في الإقبال على الهجرة في أوساط المغاربة 17 نقطة على امتداد الفترة نفسها. وهناك زيادة أقل وإن كانت زيادة مهمة، في بلدان أخرى مثل مصر (10+ نقطة مئوية).
ويفسر الخبراء هذا التزايد في الرعبة في الهجرة إلى عوامل أساسية أهمها التعليم والنوع الاجتماعي والسن، حيث يزيد إقبال المواطنين الأحدث سناً على الهجرة، وكذلك الأفضل تعليماً والذكور واحتمالات رغبة الشباب في الهجرة أكبر، إذ أن أكثر من نصف من تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة يرغبون في الهجرة، في 5 من بين 11 دولة تم إجراء الاستطلاع بها. كما أن الأوفر نصيباً من التعليم يرغبون في الهجرة أكثر من الفئات الأخرى، ما يؤشر بإمكانية هجرة الكفاءات من دول عديدة.
وترى الملاحظات المسجلة على ضوء النتائج أن الاقتصاد يحرك الاهتمام بالهجرة، وأن السبب الرئيسي لسعي بعض المواطنين العرب إلى مغادرة بلادهم يتمثل في الدوافع الاقتصادية، التي تعكس إحباطاً أعرض نطاقاً جراء سنوات من الركود الاقتصادي. ولقد تم ذكر أسباب شائعة أخرى للهجرة منها الفساد والاعتبارات الأمنية والسعي وراء الفرص التعليمية. ويلاحظ أن المهاجرين الأكبر سناً هم الأكثر ذكراً للأسباب الاقتصادية كسبب رئيسي وراء قرار الهجرة، في حين أن الشباب الراغبين في الهجرة ذكروا الفساد أكثر، على سبيل المثال.
وتمثل أوروبا المقصد الأكثر ذكراً من قبل الراغبين في الهجرة، لا سيما في أوساط دول المغرب العربي، الجزائر والمغرب وتونس. والمقصد التالي من حيث التفضيل هو دول مجلس التعاون الخليجي، وتتمتع بشعبية كبيرة بصورة خاصة في أوساط المهاجرين من مصر واليمن والسودان. وفي الوقت نفسه، فمن الأرجح أن يفضل الأردنيون واللبنانيون الولاياتالمتحدةالأمريكية أو كندا كوجهة لهم.
ورغم أن أغلب المهاجرين المحتملين أعلنوا أنهم لن يهاجروا إلا بعد استصدار الأوراق الرسمية المطلوبة، فإن هناك نسباً كبيرة ممن قالوا إنهم يفكرون في الهجرة بصورة غير قانونية، بما يشمل 4 من كل 10 أشخاص في 6 من 11 دولة تم إجراء الاستطلاع بها. ومن يفكرون في الهجرة غير القانونية أكثرهم شباب وذكور ومستويات تحصيلهم التعليمي أقل، ما يعكس على الأرجح محدودية الفرص التي يتصور هؤلاء المواطنين وجودها في المستقبل ببلادهم.