تفاجأ الملايين من مسخدمي هواتف هواوي الصينية بقرار غير مسبوق من الولاياتالمتحدة وشركة جوجل تجاه شركة الهواتف الصينية العملاقة ''هواوي ''خلال الساعات القليلة الماضية. فقد أعلنت شركة "جوجل" الأمريكية التي يُعتمد على نظامها "أندرويد" لتشغيل معظم الهواتف الذكية، أنها بدأت قطع علاقاتها مع المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات "هواوي"، التي تعتبرها واشنطن تهديداً لأمنها القومي. ووفق وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية فشركات صناعة الرقائق الإلكترونية الأميركيية "إنتل" و"كوالكوم" و"برودكوم"،دخلت هي الأخرى على الخط و أوقفت تعاملاتها مع "هواوي"، امتثالًا لقرار أصدرته الحكومة الأميركية بإدراج الشركة الصينية على قائمتها التجارية السوداء. وأشارت الوكالة إلى قرار الشركات الثلاث سيدخل حيز التنفيذ فوراً.
إن هذا الصراع الذي طفا على السطح مؤخرا بين شركتين تكنولوجيتين عملاقتين، هما جوجل الأمريكية وهواوي الصينية ليس صراعا عاديا بالمفهوم التجاري والتكنولوجي، بل يتعداه لأعظم من ذلك .
فالشركة الأولى ''جوجل'' التي تسيطر عالم الأنترنت منذ زمن بمحرك بحث شهير، اتت على الأخضر واليابس ، على مستوى البحث والأرشفة علاوة على متجرها الشهير بلاي ستور ونظام تشغيل الهواتف اندرويد.
كما أنها ''جوجل'' إلى حدود سنة 2014 استحوذت على أكثر من 170 شركة ناشئة من بينها شركة اندرويد التي اشتراها جوجل في 2005.
وشركة هواوي الصينية هي الأخرى شركة عملاقة ولايستهان بها، فهي تخصص واحدة من أكبر ميزانيات الأبحاث في مجال التكنولوجيا حيث أنفقت 14.2 مليار دولار في العام الماضي على الأبحاث والتطوير أو 14.9 في المئة من إيراداتها مما يجعلها تحل في المركز الثاني بعد أمازون ويجعل معدل إنفاقها على الأبحاث والتطوير أعلى من معدل إنفاق شركة جوجل نفسها.
ادارة الرئيس الأمريكي ترامب بدأت التحرك في العام الماضي، و بحسب تقارير امريكة فقد ساقت من بين اسباب موقفها من الشركة الصينية ، أن الحكومة الصينية تستخدم شركات مثل هواوي لتسريب بيانات المُستخدمين، وهو امر نفته الصين، ما يفتح باب التأويل من جديد.
صحيفة الغارديان البريطانية ذهبت في تقرير لها إلى أن الحرب على الشركة الصينية حرب خاسرة للجميع.
فالصعود الذي تحققه الشركة الصينية على مستوى5G ''الجيل القادم من اتصال البيانات المتنقلة'' والهواتف الذكية بدا سريعا ولافتا في ظل تنامي الحاجة إلى انترنت الأشياء عالميا، ما قد يهدد عرش شركة ''ابل'' في عقر دارها ولو بعد حين.
مصير هواتف هواوي ؟
لاشك ان شركة هواوي الصينية لديها خطة بديلة ، ولا شك انها قادرة على التعامل مع اجهزتها داخل الصين ، لكن يبدو الأمر صعبا خارجها.
"هواوي" أكدت في بيان لها امس أنها ساهمت بشكل أساسي في تطوير ونمو نظام أندرويد في جميع أنحاء العالم، وأنها عملت عن قرب مع منصة المصدر المفتوح التابعة لأندرويد لتطوير بيئة برمجيات استفاد منه المستخدمون والقطاع.
ووعدت الشركة ، انها ستواصل توفير تحديثات الأمان وخدمات ما بعد البيع ''لجميع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الحالية من هواوي وهونر، بما في ذلك المنتجات التي تم بيعها أو لا تزال في المخازن على مستوى العالم".
وأضافت: "سنواصل العمل على بناء بيئة برمجيات آمنة ومستدامة، من أجل توفير أفضل تجربة لجميع المستخدمين على مستوى العالم".
وسواء انتهت الأزمة ام لا فهي تنبئنا أن الحرب المستقبلية ستكون حرب بيانات ضخمة، البقاء فيها للأذكى وسواء صمدت الشركة الصينية العملاقة ام لا، فهي قادرة على النهوض من جديد استعدادا للمواجهات المستقبلية التي قد لا يطول انتظارها .
وبين هذا وذاك تبقى الأطراف الثالثة اكبر المتضررين، وخاصة الدول التي لم تدخل عالم التكنولوجيا الحديث وبقيت تابعة تكنولوجيا لمن يسيطر على مجال لا مكان فيه للمستكينين إلى الأساليب التقليدية.