اختتم بمدينة مراكش، اليوم السبت، الاجتماع ال 27 للماسونيون الأفارقة، حول موضوع: "ما نموذج التنمية الاقتصادية و الاجتماعية لتقدم مجتمعاتنا"، كما تطرق الاجتماع الذي أحيط بالكثير من السرية إلى مواضيع فرعية من قبيل الحريات و التعليم و الحكامة. ويأتي اختيار المغرب لاحتضان المحفل الكبير للبنائين الأحرار، بعد أن جرى التخلي عن العاصمة السينغالية دكار كمكان لاجتماعهم، ليتم التوافق على عقده بمدينة مراكش. ووفق مصادر ل "الأيام 24"، فإن الوفود المشاركة بدأت في الوصول إلى مراكش منذ 28 يناير المنصرم، ويصل عدد المشاركين إلى 600 شخص، اجتمعوا خلال يومين في المدينة الحمراء، وتحديدا في حي النخيل. تجمع الماسونيين في إفريقيا ومدغشقر، أطلق نداء عاجلا وجهه إلى حكومات الدول الافريقية و جميع المنظمات الإقليمية و الدول الافريقية و إلى جميع المنظمات الدولية، و الدول التي تتمتع بالحرية و العدالة و السلام، و كل البشر رجالا و نساء من ذوي النيات الحسنة، لبدل قصارى جهدهم من أجل الدفع لإنشاء سلطة قضائية مستقلة تكفل حقوق الانسان و الحريات الفردية. كما دعا هذا الاجتماع السري إلى إعادة النظر في المحتويات التعليمية لدول القارة الإفريقية، ووضع مناهج تعليمية تنسجم مع ثقافة البلدان الافريقية و تنفتح على العالم بدون تعقيد، كما دعا أيضا الاجتماع في توصياته إلى إنشاء عملة إفريقية موحدة "الفرنك الافريقي"، حيث أن غياب عملة نقدية إفريقية موحدة يعد عائقا كبيرا أمام التنمية الاقتصادية و الاجتماعية لدول القارة السمراء، بحسب ما خلص إليه الماسونيون الأفارقة. وبحسب مصادر ل "الأيام" فقد حضر هذا الاجتماع السري للماسونية، الذي احتضنته مدينة مراكش، خلال اليومين الأخيرين، شخصيات إفريقية وازنة سياسيا و اقتصاديا، من بينهم العديد من الشخصيات المغربية المعروفة على الساحة العمومية. هذا الاجتماع ال 27 للماسونيين الأفارقة، اكتسى صبغة غير رسمية، و تم تنظيمه في سرية تامة، و أشرفت على تنظيمه "المقصورة المغربية" التي تعد تجمعا للماسونيين بالمغرب. ويعتبر المغرب من الدول القليلة في شمال إفريقيا التي لا تضيق الخناق على محافل الماسونيين، عكس ما هو معمول به في دول مجاورة على غرار الجزائر و تونس، إلى درجة أن الكثير من رجال الأعمال المغاربة و السياسيين كانوا يترددون على محافل الماسونيين في العالم، يبقى أبرزهم وزير الداخلية الراحل إدريس البصري، الذي لم يخف انتمائه للماسونية، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق مستشار الحسن الثاني الراحل أحمد رضا اكديرة، و شخصيات أخرى وازنة منهم من تقلد مهام وزارية.