أشعلت عبارتي "المادة اللزجة" و"بياض البيض" فتيل السخرية في الجلسة السرية الثامنة والثلاثين من جلسات محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين التي التأمت أمس الاثنين بالغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء إلى حدود الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا بعد مرافعة ماراثونية للمحامي عبد المولى المروري الذي يؤازر موكله بوعشرين قبل أن يأذن رئيس هيئة الحكم بتأخير الجلسة إلى يوم غد. المحامي المذكور استأنس في مرافعته بأحاديث نبوية وقصص فصَل فيها الأنبياء والصحابة وهو يستحضر قصة امرأة عجوز تظلمت إلى عمر بن الخطاب وحكت له واقعة تعرّضها للاغتصاب من طرف شاب وبين يديها "مادة لزجة" لإثبات الواقعة.
ووقف بشكل مستفيض عند واقعة المرأة العجوز، مشيرا إلى أن الفصل في قضيتها لمعرفة مدى صحة أقوالها، استلزم المناداة حينها على الصحابي علي بن أبي طالب ليفصل في الأمر، حيث أمر بجلب ماء ساخن وصبّه على المادة اللزجة من أجل معرفة ما إذا كانت وسيلة إثبات دامغة، قبل أن تتجمّد بعد ذلك ويتبين أن المادة المثيرة للجدل ما هي إلا "بياض البيض".
واعتبر المروري أن جسد المرأة مقدس وأن البصمة الجينية للرجل تظل في المرأة ثلاثة أشهر، قبل أن يجزم بالقول إن قصة بوعشرين تشبه إلى حد ما قصة سيدنا يوسف وهو يؤكد أن وجه التشابه بينهما يتمثل بالأساس في أن سيدنا يوسف وقع ضحية كيد إخوته، بينما وقع بوعشرين في ما أسماه "كيد الضحايا" في إحالة على المشتكيات في هذه القضية.