كشفت مصادر أمنية تركية تفاصيلَ جديدة عن العملية الأمنية الضخمة، التي أفضت إلى اعتقال عدنان أوكتار، المعروف عربياً باسم «هارون يحيى»، الذي يقدم نفسه على أنه «داعية إسلامي». وبسط موقع عربي بوست تفاصيل مثيرة استنادا إلى صحف تركية محلية كشفت عن الساعات الأخيرة قبيل اعتقال اوكتار.
وقالت صحيفة «يني شفق» التركية، اليوم السبت 14 يوليو 2018، إن مصادر أمنية قالت لصحيفة «خبر ترك»، إن أوكتار وضع 3 خطط للهروب من قبضة الأمن التركي، مع بدء عملية البحث عنه واعتقاله في إسطنبول. وقالت الصحيفة، إن أوكتار قد عَلِمَ ببدء بحث الشرطة وقوات الأمن عنه، وتوجَّه فجر الأربعاء الماضي، بداية إلى قصره الواقع بمنطقة أوسكودار في القسم الآسيوي من مدينة إسطنبول. وغيَّر أوكتار طريقه عندما علم أن الأمن قد حاوط القصر، واتَّجه فوراً نحو منطقة قنديللي الساحلية، الواقعة بالقسم الآسيوي من إسطنبول أيضاً، حيث كان هناك قارب بانتظاره كي ينقله إلى مكان آمن، ولكن عقب لحظات قرَّر التوجه نحو ساحل منطقة بيكوز في القسم الآسيوي أيضاً حتى وصل إلى منطقة «ساري يَر».
لكن تحركات أوكتار كانت جميعها مرصودةً من قبل الأمن التركي، الذي ظلَّ يراقبه لمعرفة كيف سيتصرّف، وقالت «خبر ترك»، إنه بمجرد وصول الرجل إلى طريق «ساري يَر» الساحلي، كان فريق من الشرطة التركية بانتظاره للقبض عليه، وعلى امرأة كانت معه بسيارته تُدعى ديدم أورار. وأثار أوكتار الجدل بجلبه نساء للرقص أثناء تقديم أحد برامجه. ووصفه رئيس الشؤون الدينية التركية بأنه مختل عقلياً. ويتابع فيديوهاته على يوتيوب الملايين، إذ يظهر وهو يرقص مع النساء، أو يجلس وينظر إليهن، بينما يتمايلن أمامه.
2000 عنصر شاركوا بالعملية
وأمس الأول الخميس، قالت صحيفة «يني شفق»، إن 4 مروحيات استُخدمت في 4 ولايات تركية بهدف اعتقال أوكتار، شملت إسطنبول، والعاصمة أنقرة، وأنطاليا، وموغلا جنوبي تركيا. نقلت الصحيفة، عن المدعي العام في إسطنبول، قوله: إن الأمن التركي ألقى القبض على أوكتار بينما كان يحاول الفرار؛ حيث اندلعت مواجهات مسلحة بين فريق حمايته وعناصر الشرطة، عند مدخل قصره في منطقة بيكوز الراقية في إسطنبول، وظلَّ أفراد حمايته يقاومون الشرطة التركية بعض الوقت لتأمين فرار أوكتار.
واستدعى ذلك تدخلاً من القوات الخاصة التركية مدعوماً بمروحيات، وتمكَّنوا من إنهاء الاشتباكات والقبض على عناصر الحماية، ومن ثمّ اعتقال أوكتار. وشارك في هذه العملية الواسعة 2000 من عناصر الأمن التركي، بعضهم قوات خاصة، بالإضافة إلى آخرين من شعبة مكافحة الجرائم المالية، وشعبة مكافحة الإرهاب، وشعبة مكافحة جرائم التهريب، وشعبة مكافحة جرائم التنظيم.
اعتقال المزيد من شبكة أوكتار
وفي السياق ذاته، قالت وكالة الأناضول التركية، اليوم السبت، إن قوات الأمن لا تزال تبحث عن عن 53 شخصاً مطلوبين على صلة بأوكتار. ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية قولها، إن قراراً قضائياً عيَّن أوصياء على 86 شركة وجمعية، ووقفين اثنين، تابعة لأوكتار. ويواجه أوكتار عدة اتهامات، بينها تأسيس تنظيم لارتكاب جرائم، واستغلال الأطفال جنسياً، والاعتداء الجنسي، واحتجاز الأطفال، والابتزاز، والتجسس السياسي والعسكري. كما يواجه العاملون مع أوكتار تهماً أخرى، بينها استغلال المشاعر والمعتقدات الدينية بغرض الاحتيال، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، والتزوير، ومخالفة قوانين مكافحة الإرهاب والتهريب، من خلال تنظيم يحمل اسم «عدنان أوكتار».
وذكرت الوكالة أن قوات الأمن التركية ضبطت خلال عملية أوكتار، كمية من الأسلحة والدروع الفولاذية.