Getty Imagesأوقفت السلطات اللبنانية أكثر من 25 شخصاً على خلفية هجوم استهدف موكباً لقوة الأممالمتحدة المؤقتة في البلاد منع لبنان طائرة إيرانية كان من المقرر أن تقلع الخميس من طهران، من التوجه إلى مطار بيروت، بعد تبلّغ السلطات تحذيراً من الجانب الأمريكي بأن إسرائيل "سوف تستهدف" المطار في حال هبوط الطائرة، بحسب ما أفاد مصدر أمني لبناني السبت. ونقلت وكالة فرانس برس عن المصدر الأمني قوله إنه "نُقل للدولة اللبنانية عبر الأمريكيين أن إسرائيل سوف تستهدف المطار في حال جاءت الطائرة الإيرانية إلى لبنان". وأثار منع هذه الرحلة، ورحلة أخرى كانت مقررة الجمعة أيضاً من طهران، تظاهرات غاضبة لمناصرين لحزب الله الذين قطعوا لوقت قصير الطريق المؤدي إلى المطار. ورداً على القرار اللبناني الرسمي، منعت إيران تحليق الطائرات اللبنانية في أجوائها، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية. "فوق أي اعتبار" Getty Imagesمسؤول في حزب الله يعتبر موقف لبنان في منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت "إهانة للبنان ولسيادته" أثناء احتجاجات المناصرين لحزب الله، أصيب ضابطان من قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في هجوم على موكبهما على طريق مؤدٍ إلى مطار بيروت أغلقه المحتجون. وكشفت القوة الأممية في بيانها عن "إصابة نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته، الذي كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته". وأوقفت السلطات اللبنانية أكثر من 25 شخصاً على خلفية الهجوم. بينما قال المصدر الأمني الذي نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية المعلومات إن " الجانب الأمريكي أبلغ الجانب اللبناني أنّ الإسرائيلي جادّ في تهديده، وبناءً على هذا التهديد طلب وزير الأشغال بعد التنسيق مع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية حجب الإذن ومنع قدوم الطائرة الإيرانية إلى مطار بيروت وإبلاغها بذلك قبل أن تأتي". وتابع المصدر أن السلطات اللبنانية اعتبرت أنّ "الحل الأمثل هو ألا تهبط هذه الطائرة حتى لا يتعرّض المطار للخطر مع أنّ الأمن اللبناني يفرض تفتيشاً مشدداً على الطيران الإيراني". * بي بي سي تُحقّق في الهجوم الإسرائيلي الأكثر دموية منذ عقدين في لبنان * إيران تتهم إسرائيل بالسعي "لتوسيع نطاق الصراع"، والولايات المتحدة تعزز قواتها في الشرق الأوسط وصرح رئيس الحكومة اللبناني، نواف سلام، السبت، بأن "سلامة مطار بيروت هي فوق أي اعتبار وسلامة المسافرين وأمن اللبنانيين هي مسألة لن نتسامح فيها". وقالت المديرية العامة للطيران المدني في بيان الخميس، إنه "حرصاً... على تأمين سلامة وأمن مطار رفيق الحريري الدولي"، فقد "اقتضى إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان مؤقتاً"، ومنها الرحلات الآتية من إيران حتى 18 فبراير/ شباط. وأفاد مسؤول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، بأن الرحلتين أرجئتا إلى "الأسبوع المقبل"، من دون تحديد السبب. وكان لبنان أبلغ خطوط ماهان الإيرانية بعدم استقبال رحلتين لها كانتا مقررتين مساء الخميس والجمعة إلى بيروت. نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، قال إن "موقف الدولة في منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت هو إهانة للبنان ولسيادته"، بحسب ما نقلت قناة المنار اللبنانية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، افيخاي ادرعي، إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله "يستغلان.. على مدار الأسابيع الأخيرة مطار بيروت الدولي من خلال رحلات مدنية، في محاولة لتهريب أموال مخصصة لتسلح حزب الله". وقال في منشور على منصة "إكس"، تويتر سابقاً، إن الجيش الإسرائيلي "على تواصل مع آلية المراقبة لتطبيق وقف إطلاق النار وينقل معلومات معينة بشكل متواصل لإحباط أعمال النقل هذه"، مشيرا إلى تقديرات ب"نجاح بعض المحاولات". "استنكار التدخل الإسرائيلي" EPAإيران تمنع الطائرات اللبنانية من التحليق في مجالها الجوي وقال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، إن بلاده على "تواصل مع السلطات الإيرانية" من أجل حلّ "مسألة اللبنانيين الذين ما زالوا في طهران، وتأمين عودتهم بأسرع وقت ممكن". وبعد منع إيران من تحليق الطائرات اللبنانية في مجالها الجوي، علِق مواطنون لبنانيون كان يفترض أن يعودوا من إيران في رحلات لشركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية. وقال "عرضنا إرسال طائرتين من خطوط الشرق الأوسط لتأمين عودتهم"، مضيفاً أنه في حال لم ينجح ذلك، "لبنان تعهد أن يعيدهم على حسابه إما عن طريق بغداد أو تركيا أو طريق آخر". في حين، أبدت إيران استعدادها لإجراء "محادثات بناءة" مع لبنان بهدف استئناف الرحلات الجوية بين البلدين. وتحدّث وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ونظيره اللبناني، جو رجي، هاتفياً عن "سبل لحل قضية الرحلات الجوية المدنية بين البلدين"، وفق بيان لوزارة الخارجية الإيرانية. المئات من مناصري حزب الله الذين تظاهروا على الطريق المؤدي إلى المطار بدعوة من الحزب، خرجوا "استنكاراً للتدخل الإسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية"، كما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية. ورفع محتجون صوراً لأمين عام الحزب الراحل، حسن نصرالله، وأعلام حزب الله، والأعلام اللبنانية، وسط انتشار أمني كثيف. وأطلق الجيش اللبناني الغاز المسيل للدموع، السبت، لتفريق المتظاهرين. * كيف اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله؟ * ما دور قوات اليونيفيل في جنوبلبنان؟ وتعهّد الرئيس اللبناني، جوزاف عون، بأن ينال منفذو الهجوم الذي طال قوات يونيفيل "عقابهم"، وسط تنديد من الأممالمتحدة والسلطات اللبنانية بالهجوم. وتعليقاً على هجوم الجمعة على يونيفيل، قال مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، لقناة الميادين اللبنانية إن "ما حصل مع قوات اليونيفيل أمر غير مقبول"، مضيفاً أن "حزب الله ليس له علاقة في هذا الأمر ولا يقبل به". وندّدت دول عدّة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالهجوم على يونيفيل. وقال المتحدّث باسم غوتيريش ستيفان دوجاريك، في بيان، إن "هذه الهجمات غير مقبولة إطلاقاً". وأضاف أن "الهجمات على قوات حفظ السلام تشكّل خرقا للقانون الدولي...وقد تشكّل جرائم حرب". ويسري منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وحزب الله، أعقب مواجهة مفتوحة بينهما، وجرى التوصل إليه بوساطة أمريكية ورعاية فرنسية. وكان من المقرر تطبيق بنوده ضمن مهلة 60 يوماً، قبل أن تمدد حتى 18 فبراير/ شباط. والسبت، قُتل شخصان في غارة من مسيّرة إسرائيلية على سيارة في جنوبلبنان، الثانية خلال ساعات، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارة جوية على جنوبلبنان استهدفت قيادياً "بارزاً" في الوحدة الجوية لحزب الله. * إيران بين الأمرّين: التصعيد أو الاستضعاف * لماذا تتأخر إيران في الدفاع عن حزب الله؟ * ما الذي نعرفه عن هجوم إسرائيل على إيران؟