واصلت محكمة الاستئناف، اليوم الجمعة، جلسات الاستماع للمتهمين في قضية "إسكوبار الصحراء"، حيث استمعت إلى المتهم "عبد القادر .بن"، الذي نفى جميع التهم الموجهة إليه، مؤكدًا أنه لا علاقة له بالقضية تماما.
وخلال استجوابه، نفى المتهم الذي كان يجد صعوبة في السمع، وفي التنفس أيضا حيث كان بين الفينة والأخرى يستعمل بخاخا للتنفس، وأصر أنه لا علاقة له بتهريب المخدرات ولا بصور الاشخاص المعروضة عليه، قائلا: "عرض عليّ رجال الشرطة ثلاث صور وضغطوا عليّ، لكنني لم أتعرف على أي شخص منهم، وحتى صورتي، لم أتعرف عليها".
وعندما استفسرت المحكمة عن صلته بأحد العسكريين المتقاعدين الذي يُزعم أنه كان ينسق معه في تهريب المخدرات، أجاب المتهم، مقسما: "والله لا أعرف هذا العسكري"، وأضاف: "أقسم بالله أنهم يتهمونني زورا".
وواجهته المحكمة بتصريحاته لدى الضابطة القضائية، والتي تفيد بأنه كان مرتبطا بشبكة تهريب المخدرات ويتعاون مع عناصر من القوات المسلحة الملكية لتسهيل عمليات التهريب.
كما سألته المحكمة عن علاقته بشخص يُدعى علال، الذي اعترف في تصريح سابق له أنه كان ينسق مع القوات المسلحة بمعرفة المتهم، لكن المتهم تمسك بإنكاره قائلاً: "أقسم بالله لا أعرف أي شخص من هؤلاء المتهمين".
وشدد على أنه لا علاقة له بالأمر ولم يسبق له التعامل مع العسكري المتقاعد أو معرفته، كاشفا أنه رفض التوقيع على المحاضر، حتى بعد تعرضه للضغط والمساومة، لكنه أصر على الرفض، مما أدى إلى تعرضه للركل من أحد رجال الشرطة، حيث عرض المتهم للمحكمة آثار الاعتداء الذي تعرض له.
فيما بعد، واجهته المحكمة بمكالمات هاتفية جمعته مع "علال.ح"، الذي يُعتقد أنه العقل المدبر لعمليات التهريب والساعد الأيمن ل"بن قاسم. ب"، صهر بعيوي، والتي تضمنت تنسيقاً حول عدة عمليات لتهريب مخدر الشيرا.
ورغم ذلك، أصر المتهم على أنه لا يعرف الشخص المذكور ولا تربطه به أي علاقة، مضيفا: "أنا أعيش قرب البحر، وهو في الصحراء، هناك 300 كيلومتر بيننا، كيف لي أن أعرفه؟".
كما عُرضت عليه تسجيلات أخرى لمكالمات بينه وبين عدة أشخاص مجهولين، من بينهم عناصر من القوات المسلحة الملكية، ينسقون حول عمليات تهريب المخدرات.
وظل المتهم ينفي صلته بهم ويردد: "أستاذ، لقد أرهقوني وعذبوني، حتى أن شرطيا أصغر من ابني بصق في وجهي"، ليقاطعه القاضي متسائلا: "هل تعرضت للإكراه أو الضغط أثناء التحقيق من قبل نائب الوكيل أو الوكيل العام؟"، فأجاب "بأن المعاملة السيئة جاءت من الشرطة تحديدا".
واستمعت المحكمة أيضا اليوم إلى المتهم الجزائري "عبد الله.ح" في قضية "إسكوبار الصحراء"، حيث يواجه تهما تتعلق بالارتشاء، وتنظيم وتسهيل خروج ودخول مغاربة بطرق غير قانونية، والمشاركة في تهريب المخدرات والاتجار بها.
وأوضح عبد الله أنه جار للمتهم "جمال.م" ويقطنان في نفس العمارة، لكنه فوجئ باعتقاله واتهامه بنفس التهم. وأكد أنه لا يعرف طبيعة عمل جمال سوى أنه يعمل في تجارة السيارات، بينما "نور الدين"، وهو قريب له من الجزائر، كان يزور المغرب مع زوجته للعلاج بالرقية الشرعية.
وروى عبد الله أنه قضى ليلة في شقة بالمحمدية احتراما لزوجة نور الدين، وكان برفقة صديقه جمال، وبعد يومين تم اعتقالهم، مؤكدا أنه لم يسبق لجمال أن ناقشه في تجارة المخدرات، وأشار إلى أنه كان يرسل ملابس تقليدية مغربية إلى عائلته في الجزائر، لكنه استخدم كلمة "سلعة"، ما دفع القاضي إلى تصحيح عبارته.
أما عن صور المخدرات التي وُجدت في هاتفه، فأوضح أنه اشترى الهاتف مستعملا مقابل 800 درهم، وكانت الصور موجودة فيه مسبقًا.
وقررت المحكمة تأجيل النظر في ملف "إسكوبار الصحراء" إلى غاية بوم الجمعة المقبل لاستكمال الاستماع إلى باقي المتهمين.