أمام مقر إقامة شكيب بنموسى، سفير المغرب في فرنسا، وقف أربعة رجال شرطة فرنسيين في 20 فبراير 2014 وطلبوا وفق أمر قضائي الاستماع إلى عبد اللطيف الحموشي الذي كان في زيارة لفرنسا، والسبب تقديم شكاوى التعذيب والتواطؤ عليه من قبل أربعة مغاربة يحملون الجنسية الفرنسية، بينهم البطل العالمي زكريا المومني، الذي زعم أنه تعرض للتعذيب عام 2010 لأربعة أيام في معتقل تمارة، واعترف رسميا بوجود الحموشي ضمن الجلادين.. ورغم نجاح الدولة المغربية في عدم اعتقال أحد أكبر مسؤوليها في باريس، فإن ذلك لم يكن سوى مقدمة لأزمة عمرت طيلة سنة 2010 وما يزيد عنها بقليل. فقد رد المغرب بقوة على «حادثة نويلي»، بمحاولة اعتقال أحد أقطاب الأمن القومي للمملكة، بتجميد اتفاقية التعاون القضائي مع فرنسا، وأجبر حكومة مانويل فالس على صياغة قانون جديد كان عارا على جبين فرنسا الحرة، بل تم توشيح صدر الحموشي بوسام الشرف. لقد مرغ المغرب أنف فرنسا في التراب، ولكن الرجل كان ذا كرم حاتمي، حين قدم معلومة جد ثمينة حول الحادث الإرهابي الذي هز ملعبا في فرنسا.. وصدر شكر فرنسي على المستوى الرئاسي في قصر فرساي وإشادة بمهنية الحموشي العالية التي أنقذت أرواح فرنسيين كثر بمعلوماته الثمينة حول مكان اختباء الذئب المنفرد.
ولم تهدأ العاصفة، فقد ظلت تقارير الجمعيات الحقوقية في الداخل والخارج تتهم جهاز عناصر الديستي باعتقال وتعذيب معتقلين خارج أي سند قانوني، وعاد ملف الحموشي إلى الواجهة الدولية، لكنه لم يكن ينال مقابل الاتهامات سوى الغنائم والإشادة الدولية، ففي يوم 22 أكتوبر 2014 تم الاحتفاء بالإدارة العامة لمديرية مراقبة التراب الوطني لكفاءتها في ترسيخ السلام والأمن في العالم، حيث وشح فرانسيسكو مارتينز، كاتب الدولة الإسباني في الأمن، بأكبر وسام إسباني صدر الحموشي، المدير العام للإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني..استحقاقا على عمله الوطني الكبير في محاربة الإرهاب الدولي، والجريمة المنظمة، والاتجار في المخدرات، والهجرة السرية، إضافة إلى توشيح مديرين مركزيين بنفس المديرية المتخصصة في مكافحة التجسس، حيث تم توشيحهما بالصليب الشرفي الأمني بتميز أبيض.
الكل يعترف بأن الرجل يقود أحد أقوى أجهزة الاستخبار في المنطقة إلى الاحترافية والمهنية، وأيضا نحو شفافية أكبر في الانفتاح على المجتمع، والاستفادة من الخبرات النوعية في التكنولوجيا الاستخباراتية، لأنه يعرف أن الوقت لم يعد يسمح بممارسات زمان، والمجتمع المغربي تحول وهناك تحديات جديدة تفرض التحول، وقد ساعد الحموشي في نجاحه المهني فريق عمل احترافي، تقول مصادرنا، يحول المعلومة إلى ثروة هي مصدر غنى جهاز الحموشي.