بعد الأزمة التي نشبت بين المغرب وفرنسا في مارس الماضي بسبب استدعاء القضاء الفرنسي المدير العام للمديرين العامة لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي في قضية تتعلق بالتعذيب، خارج سياق الأعراف الديبلوماسية، عمدت اسبانيا الى تكريم الحموشي، في مبادرة لا تخلو، برأي العديد من المراقبين، من رغبة في "تقطير الشمع" على فرنسا. ومنحت المملكة الإسبانية، اليوم الأربعاء، أوسمة لمسؤولين بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، "اعترافا بدور المغرب في استتباب السلم والأمن عبر العالم". وسلم كاتب الدولة الإسباني المكلف بالأمن فرانسيسكو مارتينز فاسكز، خلال حفل نظم بمدريد، وسام "الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر"، إحدى أعلى التوشيحات الشرفية التي يتم منحها لشخصيات أجنبية، إلى عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، فيما تسلم مديران مركزيان بنفس المؤسسة، من كاتب الدولة الإسباني المكلف بالأمن، "الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أبيض". وتأتي هذه التوشيحات، التي تم الإعلان عنها يوم ثامن أكتوبر الجاري، بمناسبة تخليد يوم الشرطة الإسبانية، بحضور وزير الداخلية خورخي فيرنانديز دياز، اعترافا بتميز وانسيابية العلاقات، القائمة بين المصالح الأمنية بالبلدين، والمرتكزة على الثقة والتعاون المتبادل. ويأتي هذا التوشيح في سياق استمرار الأزمة بين المغرب وفرنسا، وهي الأزمة التي اندلعت في مارس الماضي بعد توجيه الفضاء الفرنسي لدعوة للحموشي في قضية تتعلق بالتعذيب، خارج إطار الأعراف الديبلوماسية المتعارف عليها. وخلق هذا الاستدعاء سوء فهم كبير بين المغرب وفرنسا امتد حد تعليق المغرب لجميع الاتفاقيات القضائية بين البلدين.