احتضن المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، حفل "ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط"، المنظم من قبل جمعية ملتقى الفنون والثقافة والرياضة والتنمية، بمناسبة الإحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975، الحفل عرف حضور عدة شخصيات من عالم الفن والثقافة والرياضة. وافتتح الحفل ب"تماوايت" الفنانة الكبيرة "الشريفة" مع دخول مجموعة أحيدوس التي قدمت لوحات فنية متميزة، قبل أن يتناول "رضوان القاسمي" عضو الجمعية المنظمة الكلمة هنأ من خلالها الحضور بحلول السنة الأمازيغية الجديدة، مثنيا على القرار الحكيم الذي تفضل به الملك محمد السادس بإقرار السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، مستحضرا ما جاء في بلاغ الديوان الملكي: "ويأتي هذا القرار الملكي تجسيدا للعناية الكريمة، التي ما فتئ يوليها جلالته، حفظه الله للأمازيغية، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء". وأضاف في كلمته، أن هذا القرار، جاء ليعزز قرارات سامية سابقة منها: الخطاب الملكي السامي بأجدير بتاريخ 17 أكتوبر 2001، الذي تم بموجبه إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ثم إطلاق القناة الأمازيغية سنة 2010، إلى جانب الاعتراف الدستوري باللغة الأمازيغية لغة رسمية سنة 2011، ثم القانون التنظيمي المتعلق بمراحل تفعيلها في مجالات الحياة سنة 2019. وتواصلت فقرات ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط، مع مجموعة أحيدوس أمساس ونور الدين أورحو، قبل أن تقدم مجموعة "شعراء كروان" فقرة متميزة تفاعل معها الجمهور بشكل كبير. هذا، وعرف الحفل تكريم عدة شخصيات فاعلة في مجال الثقافة والإعلام، حيث ارتأت الجمعية تكريم "دلال محمدي العلوي"، نظير الخدمات والدعم الذي قدمته للفنانين. كما تم تكريم مدير المسرح الوطني محمد الخامس "محمد بنحساين" لمساره المشرف والعطاء الذي قدمه لقطاع الفن والثقافة، والتحق "بنحساين" بمسرح محمد الخامس منذ 1989، حيث تدرج في جميع الأقسام (رئيس القسم المالي، ورئيس القسم التقني وغيرها)، قبل أن يتم تعيينه كمدير لمسرح محمد الخامس بالنيابة في ماي 2009، ثم مديرا للمسرح الوطني محمد الخامس في 2019، كما يشغل "بنحساين" بالمناسبة، منصب مستشار ومدير ديوان وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد. ومن جانبه، أشار محمد السعودي رئيس الجمعية المنظمة في تصريح صحفي، إلى أن هذا الحفل كان مقررا السنة المنصرمة بمناسبة إقرار الملك محمد السادس رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، لكن ظروفا خارجة عن الإرادة أجلت تنظيمه. وأوضح السعودي، أنه قرر تنظيم الحفل بعد أن توفرت جميع الظروف، مضيفا أن هذه الليلة الاستثنائية كانت مناسبة للتعريف بغنى وتنوع التراث الأمازيغي بالأطلس المتوسط من تماوايت وأحيدوس وإنشادن وموسيقى تقليدية خاصة، وفرصة لتقريب جمهور العاصمة الذي لا تتاح له الفرصة لزيارة الأطلس المتوسط والإستمتاع بفنونه وهو الجمهور العاشق لكل ماهو جميل.