بمجرد انتشار أخبار تفيد بظهور فيروس رئوي بشري جديد في الصين باسم HMPV، وضع المغاربة أيديهم على قلوبهم مخافة تكرار نفس سيناريو 2020، عندما سجلت المملكة حالات إصابة ب"كوفيد 19″، الذي ظهر بدوره لأول مرة في مدينة ووهان الصينية، قبل أن يتحوّل فيما بعد إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص عبر العالم وتوقفت بسببها الحياة الطبيعية، حتى تحول مجرد تخطي عتبة المنازل إلى مغامرة حقيقية محفوفة بالمخاطر.
وقبل أيام قليلة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو مصدرها الصين، لأشخاص قيل إنهم مصابون بفيروس HMPV ويرتدون أقنعة في المستشفيات التي باتت تواجه تدفقا للمصابين بهذا المرض الشبيه بالإنفلونزا، في مشاهد تعيد إلى الأذهان فترة تفشي "كورونا".
وأقرت السلطات الصحية في الصين إجراءات طارئة لمراقبة ومنع انتشار المرض الوبائي، لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيا ليطمئن المغاربة الذين يتساءلون هذه الأيام عبر منصات التواصل الاجتماعي عن الوضعية الوبائية بالمملكة وكيف يمكنهم التعاطي مع هذا المستجد الصحي المقلق.
في تفاعله مع هذا الموضوع، أوضح مولاي سعيد عفيف عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد "كورونا"، أنه "لا داعي للذعر أو الهلع، لأن فيروس الجهاز التنفسي البشري metapneumovirus مثل أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد الشائعة، وقد يسبب أعراضا شبيهة بأعراض الإنفلونزا لدى كبار السن والصغار"، مؤكدا أن "المغرب، إلى حدود الساعة، لم يسجل أي حالة إصابة مؤكدة بهذا الفيروس، والوضعية الوبائية بالمملكة مستقرة اليوم".
وأكد عفيف، في تصريح ل"الأيام 24″، أن هذا الفيروس "ليس جديدا، بل تم اكتشافه لأول مرة عام 2001، وينتشر من خلال الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح الملوثة، لكنه يكون أكثر شيوعا وخطورة عند الأطفال الصغار وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وأمراض الجهاز التنفسي المزمن".
وبخصوص الأعراض الخاصة به، يضيف عفيف، فإنها تتجلى في: السعال، الحمى، احتقان الأنف والتعب، لافتا إلى أن المغرب سجل هذا العام حالات صعبة بالزكام، خاصة لدى كبار السن والأطفال والأشخاص الذين يتابعون علاجاتهم ضد السرطان وأولئك الضين يعانون من أمراض تنفسية، مشددا على وجوب تلقيهم اللقاح".
كما ينصح، يضيف البروفيسور عفيف، بالوقاية من خلال الحرص باستمرار على غسل اليدين بالماء والصابون، مع تهوية المنازل ووضع الكمامة بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا إلى نزلات برد، وتجنبهم المخالطة منعا لانتشار العدوى بين الأفراد.