انطلق العد العكسي للسنة الميلادية الجديدة التي سيحتفل بها المغاربة والسياح بشبابيك مغلقة بمدينة مراكش، تزامنا مع إنهاء المؤسسات الفندقية المصنفة عملية الحجز بمناسبة "البوناني"، حيث أكدت مصادر مهنية أن نسبة الحجوزات بلغت نسبة 100 في المائة في الساعات القليلة الماضية. وانطلقت عملية الحجز في الفنادق المصنفة بالمدينة الحمراء قبل أسابيع من مناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة، حيث قدمت أغلب المؤسسات الفندقية خدمات متطورة تتماشى مع متطلبات هذه المحطة الموسمية، وهو ما دفع الزوار إلى الدخول في سباق الحجز للاستفادة من هذه العروض الفندقية.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر موثوقة ل"الأيام 24″، أن أغلب الزوار المحليين والسياح الأجانب لجأوا إلى كراء الشقق الجاهزة من أجل قضاء عطلة رأس السنة الميلادية بمدينة مراكش، نظرا لامتلاء الطاقة الاستيعابية للوحدات الفندقية، إضافة إلى إرتفاع أسعار الحجوزات في الأيام القليلة الماضية.
سعيد الطاهري، مسير فنادق مصنفة بمدينة مراكش وخبير سياحي، قال إن "سنة 2024 كانت سنة سياحية بامتياز، حيث تجاوز رقم المعاملات بالعملة الصعبة حوالي 120 مليار درهم، إضافة إلى تحقيق معدل نمو كبير جدا في ما يتعلق بليالي المبيت السياحية".
وأضاف الطاهري، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "احتفالات رأس السنة الميلادية ستجرى بشبابيك مغلقة، نظرا لأن جميع الفنادق المصنفة حققت نسبة 100 في المائة في ما يتعلق بالحجوزات الفندقية، وهذا دليل على أن زلزال الحوز لم يؤثر على النشاط السياحي بمدينة مراكش".
وتابع المتحدث عينه أن "النمو السياحي بالمغرب تحقق بناء على عمل مشترك بين مختلف الفاعلين في القطاع، وعلى رأسهم وزارة السياحة والمكتب الوطني للسياحة"، مشيرا إلى أن "مراكش أصبحت الوجهة السياحية الأولى للزوار الأجانب الراغبين في السفر إلى المغرب، نظرا للبنيات التحتية التي باتت تتوفر عليها، وجودة الخدمات التي تقدمها المؤسسات الفندقية".
وأبرز المهني ذاته، إلى أن "مدينة مراكش تعطي منتوجات متنوعة سواء على المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي وأيضا الحضاري، وحتى منتجعاتها السياحية أصبحت تسيل لعاب السياح الأجانب القادمين من الاتجاه المتوسطي، لقضاء عطلتهم الصيفية أو في نهاية السنة الميلادية".
وأشار الطاهري، إلى أن "المؤسسات الفندقية استعادت نموها الاقتصادي بعد جائحة كورونا التي خلقت ركودا اقتصاديا خاصة في قطاع السياحة، وأيضا الكارثة الطبيعية التي ضربت الحوز والمدن المجاورة لها، لكن بجهود جميع المتدخلين الرامية إلى تشجيع السياحة بمدينة مراكش تم استرجاع بريق المدينة الحمراء".