تعيش مدينة مراكش خلال نهاية السنة الجارية وعلى عادة باقي السنوات حركة غير عادية سواء على مستوى استقبال الزوار المغاربة و الأجانب أو على مستوى السير والجولات حيث تشهد المدينة اختناقا كبيرا في عملية المرور من خلال تزايد السيارات بالمدينة وهو ما يحول المدينة إلى قبلة سياحية بامتياز باعتبارها من المدن السياحية العالمية التي تستقبل أعداد كبيرة من السياح، وإذا كانت مراكش تعرف كل هذه الحركية في الاستقبال فإننا يجب أن نقارن ذلك مع الخدمات السياحية التي تقدم لضيوف المدينة الحمراء المغاربة أو الأجانب بمختلف الفنادق ودور الضيافة ، حيث تعرف الكثير من الفنادق وخصوصا ذات خمسة نجوم وأربعة والفنادق الفخمة ملأ جميع غرفها وأجنحتها السياحية، لكن السؤال الذي يطرح عندما نتحدث عن الإقبال الكبير السياح هو ماهي الخدمات التي تقدم للزبون؟ وماهي الأثمنة المطروحة أمامه هل في متناول النسبة الكبيرة من الزوار أو أثمنة لايمكن أن تسايرها إلا نسبة قليلة من السياح الداخليين والأجانب؟ وقد أوضح لنا بعض الزوار خلال استفسارنا لهم لمعرفة واقع الاستقبال السياحي وتماشيه مع الإستراتيجية المطروحة للرفع من وثيرة التنمية السياحية ببلادنا على أن بعض الفنادق تستغل هذه الظرفية لترفع من الأثمنة الخيالية لايمكن أن تساير حاجيات المواطنين العاديين الذين يتجاوبون مع الأثمنة المتداولة والتي هي في متناول الجميع، فمثلا عندما يرغب زائر رفقة زوجته في حجز خمسة ليالي بفندق من خمسة نجوم فعليه أداء مبلغ قد يتراوح بين 30ألف درهم 37 ألف درهم ( فطور وعشاء)، وثلاثة ليلي بين20 و24 ألف درهم أي مابين 3000 و4000 درهم إلى جانب تحديد حفل عشاء ليلة رأس السنة مابين2500 و6000 درهم يبدو من خلال ماستقيناه من معطيات السالفة الذكر أننا نتعامل مع صنف خاص من السياح ، وهل التعامل بهذه الصعوبة المالية التي تكون استثنائية مرة أومرتين في السنة تندرج في إطار الإستراتيجية الجهوية لتنمية السياحة بمراكش أم أن العملية تندرج في رؤية خصوصية لكل فندق من أجل الربح السريع، سؤال قد تكون إجابته عند المجلس الجهوي للسياحة الساهر على التتبع والتخطيط والتواصل للمجال السياحي بالمدينة؟ في وقت نجد فيه حسب مهتمين بالقطاع على أن الأثمنة المناسبة قد تكون لدى الفنادق ذات ثلاثة نجوم إلى جانب دور الضيافة حيث اوضح لنا أحد الخبراء في القطاع عل أن إحدى دور الضيافة المصنفة بالمدينة العتيقة تظم خمسة غرف تم حجزها بحوالي20.000 درهم بمعدل 400 درهم لليلة إلى جانب الفنادق من 2 نجوم إننا أمام ازدواجية في الخدمات وتناقضات في الأثمنة مهما كانت المبررات في تقديم الخدمات والتي تبق بدورها غير كاملة وتحتاج إلى المزيد من المرونة التطبيقية والعمل الحديث في تلك الفنادق التي قد تبرر أثمنتها بالخدمات ( العالية)،وإذا كان عدد قليل من السياح من المغرب والأجانب يتقبلون مثل هذه الاثمنة فإن الإغلبية من السياح يرون في ذلك نوع من الاستغلال المناسبتي الذي يتنافى مع المنظور الشمولي لتنمية سياحتنا عبر إستراتيجية واضحة المعالم يجب تطبيق كل حذافره لمافيه خدمة لسياحتنا الوطنية وجعل الأثمنة تساير الإفرازات الحقيية نحو التطور الكلي لسياحتنا ، دون خلخلة ميزان الأثمنة وجعله يرتفع من مناسبة لأخر ولمزيد من المعرفة حول هذا الواقع السياحي بالمدينة فقد أوضح لنا خبير ومهتم بالسياحة الوطنية والمحلية في لقاء معه على أنه لامقارنة بين الخدمات السياحية بببلادنا ومثيلتها بأوربا خصوصا في هذه الفترة السنوية حيث أشار بأن السياحة في هذه الفترة بأوربا تكون مناسبة للمواطن على غرار باقي الفترات من خلال التخفيضات والتحفيزات التي تقدمها مجموعة من الفنادق بأوربا بأثمان مناسبة أقل من تلك المتواجدة بفنادق المدينة الحمراء الذي أصبحت تتميز بارتفاع وثيرة إنجاز الفنادق ذات خمسة نجوم أكثر من ثلاثة وهو ماجعل المدينة تحمل في طابعها السياحي المدينة الفاخرة بفنادقها ومنتزياتها السياحية وهو مازاد في تحمل العبء وحمل ارتباك في كيفية خلق التوازن المطلوب لسياحة ذات أهداف موحدة إلى جانب ضعف الجودة في الخدمات التي تقدمها بعض الفنادق.وأضاف بأن بالرغم من المراسلا ت التي توجهها السلطات المحلية للفاعلين السياحيين من أجل تحسين الأثمنة وعدم إجبارية الزوار ليلة السنة الميلادية على حفل العشاء فإن كل واحد يعمل حسب مايراه مناسبا لعملية الربح الأوفر وهو عمل يتطلب توحيد الإجراءات المبرمجة في المخطط الجهوي للتنمية للسياحية للمساهمة بشكل جماعي في تحقيق الأهداف المسطرة لأفق 2020 . لأن منافسة 50 دولة سياحية عالمية هو واقع يتطلب منا المزيد من العمل والمشاركة الجماعية في تطبيق بنود ومقترحات الرؤيا وتشجيع السياحة الداخلية المتوازنة بعيدا عن الرغبة الأحادية لكل فاعل أو منعش سياحي،مضيفا أن السياحة الداخلية مثلا في بعض الدول الأوربية كفرنسا، إسبانيا، إيطاليا وغيرها، إلى جانب مثلا مصر، تركيا، تونس تستحوذ عل 50 بالمائة من مجموع السياحة العامة، في الوقت التي مازلنا نركز في سياحتنا على الأجنبي و القليل من المواطنين الأغنياء،، واستطرد قائلا على أنه يجب أن نقف وقفة تأمل جديدة ونحن على بعد خمس سنوات من رؤية2020 لنرى فيما وصلت إليه الإستراتيجيات الجهوية التي وضعت لتنمية السياحة بهذه المناطق حتى نستطيع مواصلة المسيرة المطلوبة في تنمية السياحة ورسم النتائج التطلعية في أفق 2020 . إن ملإ الليالي بفنادق مراكش خلال هذه المناسبة يتفاوت بين المؤسسات السياحية حيث أن الفنادق المصنفة بخمسة نجوم والتي تحمل طابع الفندق الممتاز تعرف ملأ بنسبة100 بالمائة عكس الفنادق الأخرى هذه إحدى المفارقا ت الأولى، ثانيا يرى الخبير على أنه يغيب التسويق الجيد لمتوجنا بحيث يجب إعادة النظر في إستراتيجية التسويق تتعدى الترويج الفردي او لمؤسسة معينة بل يجب أن يكون التسويق شاملا لفنادق المدينة كلها والمدن السياحية ببلادنا وبأثمنة دائما مناسبة حتى نستطيع الحفاظ عل الزبون بتناول القهوة والشاي مثلا داخل بالفندق وليس خارجه بعدما يرى الأثمنة غير مناسبة مثلا القهوة مابين 25 و35 والشاي بين 30 و40 درهم، فاستقطابنا لأكبر عدد من السياح بالمدينة عمل يتطلب المزيد من الإجراءات التحفيزية والتشجيعية للزوار في حجزهم للغرفة داخل الفنادق بمراكش التي تستقبل سنويا حوالي 400 ألف سائح منها 200 ألف بالفنادق ودور الضيافة المصنفة، و200 ألف بالقطاع الغير المهيكل . وبخصوص دور المجلس الجهوي للسياحة بمراكش يضيف متحدثنا عل أن دوره يكمن في ترويج المنتوج وتنشيط المدينة، والتواصل، وهو مجلس يعاني من غياب الميزانية المطلوبة باعتمادهم عل الدولة وهو جانب يجب أن يتحرك فيه الفاعلين للمساهمة بدورهم في توفير الإمكانيات للمجلس إل جانب متوفره الدولة وليس الإعتماد عليها في كل شيء فللمسؤولين على المجلس إيجاد الطرق الملائمة للتركيز أكثر على تحركاتهم وجلب الإمكانيات للمجلس، بحيث أن خطة العمل الجهوية التي تم وضعها في الرفع من سياحتنا تسير بطريقة سلحفاتية لايمكن بها تحقيق الأهداف المسطرة لأفق 2020 ، فالمنظمة العالمية للسياحة تسطر أنه على الفنادق المساهمة بين 3 و4 بالمائة للترويج لمنتوجها في الأسواق العالمية، واعتبر بأن المجلس لم يحقق الكثير من منجزاته على مرور سنوات إنشاءه وبقيت الأمور عل ماهو عليه خلال الفترة الممتدة مابين2008 و2014 بعدما تم وضع دراسة مخطط ( مونتور) الذي يرسم كيفية تحديد القبلة السياحية وخطة عمل خمس سنوات ومساهمة المهنيين في التوجه إلى الأسواق من أجل الترويج. ومن جهة أخرى تمت ملاحظة عدم تفعيل مخطط انتشار الأكشاك بالمدينة الحمراء من أجل الإرشاد السياحي حيث تم تثبيتها في بعض الأماكن منذ مدة وهي مغلقة في ظل تسابقنا مع الزمن للتجاوب مع أي مقترح وتطبيقه فورا يمكننا من الإسراع بالتنمية الشاملة لقطاعنا السياحي دون اختلالات لم نعد في حاجة إليه مع أفق رؤية2020 ،، إن واقع السياحة ببلادنا قطع أشواطا لرفع وثيرة تنافسيته العالمية التي تتطلب من الفاعلين ضرورة تغيير منهجية تسويق منتوجنا والسير به بعيدا لتحقيق طموحاتنا،، فمراكش مدينة سياحية بامتياز لكنه امتياز يجب أن يحيط بكل مايرتبط بهذا الجانب من تحسين الخدمات وعملية السير والجولان بمدينة تختنق مع فترات العطل، تحسين منتوج الإيواء والمساحات الخضراء ومكاتب الإرشادات السياحية بالمدينة، والحفاظ عل نظافة المدينة كلها إجراءا تستدعي إبراز دور الفاعلين فيها إلى جانب ماتقوم به السلطات المحلية في هذا الجانب،فالمجلس الجهوي للسياحة بمراكش مطالب بالمشاركة الفعالة والتحرك السريع في بلورة أهداف الإستراتيجية الجهوية للسياحة من أجل تحقيق تطلعات رؤية 2020 وفي سياق الحديث عن الواقع السياحي بالمدينة نشير من خلال معطيات رقمية تتعلق بالبنية التحتية التي تتوفر عليها المدينة حيث أنه من سنة 2002 إلى غاية 2014 حسب أحد المهتمين بالقطاع السياحي أحدثت حوالي94 مؤسسة سياحية، 175 وحدة سياحية مصنفة، 980 دور للضيافة خاضعة للتصنيف إلى جانب أزيد من1000 أخر غير مصنفة، وفي إطار المخطط الجهوي للسياحة بالمدينة من المنتظر أن يصل عدد الأسرة داخل مختلف الفنادق إلى حوالي85.000 سري في الوقت الذي يبلغ عدد الأسرة الحالية حوالي60.000 سرير، ثم هناك حولي400 مطعم وحانة منها 170 مصنفة سياحيا، وتصل نسبة المبيت للسياح القادمين للمدينة أربعة ليالي لكل سائح، ويتواجد بالمدينة من خلال الدور الذي يلعبه المرشد مايزيد عن 650 مرشد سياحي بمافيهم مرافقي الجبال ومرشدي مدينة الصويرة، هناك تسع ملاعب للكولف بالجهة إلى جانب ثلاثة في طور الإنجاز، وحسب إحصائيات وطنية فإن المدينة الحمراء تأخذ حصة الأسد في ليالي الإقامة بنسبة مابين 42 و48 بالمائة،، ويشغل هذا القطاع حوالي50 ألف منصب شغل مباشر و170 ألف منصب غير مباشر، ومن جهة أخرى فقد استقبلت مدينة مراكش هذه السنة قرابة1.8 مليون سائح ، وبخصوص دور الرحلات الجوية فإن مراكش تعرف حوالي350رحلة جوية أسبوعيا بمطار مراكش المنار الذي يسجل مع نهاية السنة الجارية أربعة ملايين سائح بعدما عرف في سنة 2013 حوالي3.800 ملايين سائح بينما قد يصل العدد في حالة تظافر الجهود والإنكباب الجدي على تطبيق الإستراتيجية الجهوية إلى 11 مليون مسافر. سعيد الهراوي