على بعد أيام من دخول السنة الميلادية الجديدة، والتي كانت سابقتها محملة بأحداث استراتيجية ودبلوماسية مهمة خاصة في ملف الصحراء المغربية، فضل مراقبون سياسيون وضع العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن فوق ميزان سنة 2025، ووضع تكهنات حول القرارات التي من المنتظر أن يتخذها الساكن الجديد للبيت الأبيض دونالد ترامب في قضية الصحراء. وحسب مهتمون بالشأن السياسي والدبلوماسي، فإن الرهانات الحقيقية المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية ترتبط أساسا بتنزيل الميثاق الرئاسي الذي يتحدث عن فتح قنصلية أمريكية بالداخلة، إضافة إلى إمكانية تصنيف البوليساريو في خانة المنظمات الإرهابية، وفق تقارير أجنبية صدرت على ضوء المستجدات التي تعرفها المنطقة.
وقال محمد أشلواح، أستاذ الدراسات السياسية والدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إنه "حينما نتحدث على العلاقات المغربية الأمريكية فهي علاقات تاريخية، نظراً لأن المغرب يعتبر أول دولة اعترفت بأمريكا، وبالتالي فإن هذه العلاقات تجمعها خيوط رفيعة ومتجذرة"، مضيفا أن "العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن مبنية على ثوابت راسخة تحميها من التفكك والانشطار".
وأضاف أشلواح، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "رغم تناوب الحزب الجمهوري والديمقراطي على الحكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية فإن التوجه يبقى ثابتا، وهذا ما تسعى إليه المملكة المغربية مع جميع الشركاء، حيث تحاول دائماً فرض علاقات ثنائية دولة بدولة".
وتابع المتحدث عينه أن "ترامب يعتمد في سياسته الخارجية على مبدأ السلم الإقليمي، إذ يبحث بشكل دائم عن القنوات التي ستزيد من تنمية اقتصاد بلاده، واستحضار السلوك البراغماتي لتوسيع نفوذ أمريكا اقتصاديا في مختلف البلدان الأجنبية، وأن اعتراف بلاده بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية يعتبر قرار تاريخيا أعطى لملف الصحراء المغربية دينامية جديدة أكثر تطورا".
وأشار المحلل السياسي إلى أنه "من المنتظر أن تعمق الخارجية الأمريكية مواقفها الداعمة لسيادة المغرب على صحرائه، بناء على التقارير الصادرة على خلفية تولي هذا الأخير السلطة داخل البيت الأبيض"، مؤكدا على أن "المبادرة الملكية الأطلسية ستعود بالنفع على بلدان غرب القارة الإفريقية وهذا بفضل كل من الرباط وواشنطن".
"الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر المغرب حليفا استراتيجيا، ولهذا فإن جميع القرارات المنتظر اتخاذها في السنوات المقبلة ستخذم الصالح المغربي"، يضيف المتحدث، لافتا إلى أنه "قد يتم إصدار قرار يعتبر البوليساريو الانفصالية تنظيم إرهابي نظراً للهجمات التي قامت بها هذه الأخيرة على أوسرد وسمارة".
وزاد: "البوليساريو تقوم بأفعال اجرامية ضد الإنسانية ومخالفة لقانون حقوق الإنسان، من بينها تجنيد الأطفال وضرب كرامة المرأة إضافة إلى احتجاز أشخاص من جنوب الصحراء والاتجار في البشر، وغيرها من الأشياء التي تؤكد إرهابية هذه المنظمة".