تراقب المملكة المغربية بعين ثاقبة المستجدات التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تحمل أهمية بالغة، نظرا لتزامنها مع التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وأيضا الدينامية القوية التي يعرفها ملف الصحراء المغربية، حيث ستتجه أنظار العالم بأكمله يوم 5 نونبر إلى صناديق الاقتراع في خمسون ولاية أمريكية، التي ستحسم في اسم ساكن البيت الأبيض لخمس سنوات قادمة.
ورغم أن العلاقات المغربية الأمريكية المبنية على منطق "دولة بدولة"، بعيدة عن الحسابات السياسية الحزبية أو الأشخاص الراغبين في تولي قبضة الحكم داخل البيت الأبيض، حيث يبقى الإسم الذي تفرزه صناديق الاقتراع يحظى بأهمية قصوى، نظراً لأنه ستنبني عليه المسارات الدبلوماسية المستقبلية بين الدولتين، والشراكات الاستراتيجية التي تتأسس على مفهوم المصالح المتبادلة.
وحسب آراء المراقبين السياسيين، فإن دونالد ترامب يبقى المرشح الأنسب لتولي الحكم داخل القصر الرئاسي، في إطار العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن، حيث تنتظر الدبلوماسية المغربية من الرئيس الأمريكي القادم التنزيل الكامل لإعلان دجنبر الرئاسي، والذي يضم إنشاء قنصلية أمريكية بالأقاليم الجنوبية.
ويرى الحسين كنون، محام ومحلل سياسي، أن "القراءة المستقبلية للانتخابات الرئاسية الأمريكية تميل لجهة ترامب، نظراً لأنه سبق وأن كان رئيساً للجمهورية للولايات المتحدةالأمريكية، وراكم تجربة كبيرة في الشأن السياسي والدبلوماسي، وأيضا لعب دورا مهما في جلب سيولة مالية كبيرة، علما أنه يعد من كبار الاقتصاديين في أمريكا".
وأضاف كنون، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "العلاقات الدولية ومستقبل العالم كله يراهن على الاقتصاد والاستثمار، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعد دولة عظمى باقتصادها، وأن الصين تحاول منافستها على الريادة، وأن أغلب المواطنين الأمريكيين يرغبون في تسليم ترامب السلطة بعد الانتخابات الرئاسية".
وتابع المتحدث عينه أن "ترامب يعتبر صديق المغرب الكبير، لأنه هو الذي وقع على المرسوم الرئاسي للبيت الأبيض، القاضي باعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، حيث هذا القرار سجل في السجل الفيدرالي الأمريكي بأثار قانونية".
وأشار المحلل السياسي إلى أنه "إذا توفق ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة فإنه من المتوقع سيزكي قراره الذي وقعه بيده، علما أن المغرب يتعامل مع دولة وليس مع الأشخاص أو الحكومات، لأن بعد سقوط ترامب في الانتخابات الأخيرة بايدن لم يتراجع عن القرار".
وأوضح أيضا أن "مجموعة من الدول المناوئة للوحدة الترابية كانت تعمل على استغلال صعود بايدن إلى الحكم من أجل التراجع عن قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لكن دون جدوى، لأن المغرب يتعامل بمنطق دولة مع دولة وليس مع الأشخاص".
واستطرد كنون أن "المغرب له عدة اتفاقيات استراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو البلد الوحيد الذي تربطه إتفاقية التجارة الحرة مع أمريكا، وأن المملكة المغربية أصبح دولة موثوق بها من طرف دول القارة الإفريقية وأيضا الأوروبية".