"هل يحسم ترامب ملف الصحراء المغربية؟"..لعله السؤال الكبير الذي بحث المغاربة عن إجابته خلال متابعتهم لفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسيات الأمريكية، فالرجل الذي سبق له أن وقع اعترافا أمريكا لأول مرة في التاريخ لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ترى فيه الأوساط السياسية المغربية مفتاحا آخر لغلق ملف الصحراء المغربية واستثمار الدينامية الإيجابية التي يعرفها الملف خاصة بعد توالي الاعترافات من دول وازنة، أبرزها فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن.
ترامب مفتاح الحل النهائي..
الانتخابات الأمريكية التي شدت انتباه المغاربة، يرى فيها المحلل السياسي محمد طلحة أنها اهتمام يتأسس حول التعبئة الجماعية للمواطنين المغاربة وإجماعهم حول قضية الصحراء باعتبارها قضية وجود وليست حود، فترشح ترامب لهذه الانتخابات كان في صالح المغرب وفوزه بالرئاسيات تحول استراتيجي اخر في ملف الصحراء.
وأكد في حديثه ل"الأيام 24″ أن بعد الدعم الفرنسي لمغربية الصحراء وقبله اسبانيا ودول مهمة في الاتحاد الأوروبي، سيتأكد مع الرئيس الأمريكي الجديد القديم، الذي ساهم بقوة في هذا التحول التاريخي غير المسبوق والاستراتيجي في ملف الوحدة الترابية.
واعتبر أن فترة الرئيس جو بايدن، لم تحمل في جديدا في تعاطي الإدارة الأمريكية مع ملف الصحراء، بل إنه لم يفعل قرار سلفه بإفتتاح قنصيلة أمريكية في الصحراء المغربية، لكن في المقابل، لم يتخذ قرارا معاديا.
وأضاف أن ولاية ترامب الجديدة سترسخ الاتفاق الموقع في 2020، بشأن انشاء قنصيلة امريكية في الصحراء المغربية، وقد يزور المملكة في زيارة دولة ستؤكد الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن.
وبينما ساد ارتياح في المغرب فوز ترامب، قوبل ذلك بشك في الجزائر التي لم تكن في ود مع الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب.
من جانب آخر، السفير الأمريكي السابق لدى المغرب، ديفيد فيشر، أعرب عن سعادته بعودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مُذكرا ب"شرف" تعيينه كسفير لواشنطن لدى الرباط خلال فترة دونالد ترامب الرئاسية الأولى، وذلك في منشور على حسابه الرسمي بموقع "إكس".
وقال فيشر الذي يُعتبر من الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يدعمون صراحة سيادة المغرب على الصحراء إنه كان شرفا له أن يخدم كسفير في المغرب خلال فترة ولاية ترامب الأولى، مُشيدا بتجربته في المملكة المغربية وما حملته من إنجازات إيجابية في العلاقات بين البلدين.
وذكر فيشر في منشوره أن تذكره لفترة خدمته في المغرب يجعل الابتسامة ترتسم على وجهه، مؤكدا على أن المستقبل بين البلدين يبدو أكثر إشراقا الآن. وأشار إلى أن عودة ترامب للرئاسة ستساهم في تعزيز الروابط الثنائية وتوسيع آفاق التعاون التجاري بين المغرب والولاياتالمتحدة.
السفير الأمريكي السابق بالمغرب سبق له التأكد أنه حان الوقت لإيجاد حل واقعي لهذا النزعا، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة الأمريكي ترى في مبادرة الحكم الذاتي هو الحل الأنسب والواقعي لإنهاء النزاع في الصحراء المغربية.