من المؤكد أن الجزائر لن تكتم امتعاضها من روسيا طويلا، خصوصا بعد أن امتنعت هذه الأخيرة عن التصويت على قرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، القاضي بتمديد ولاية بعثة المينورسو عاما إضافيا، ليؤكد مندوب روسيا أن ذلك راجع إلى موقف موسكو الراسخ والرافض لإضافة حقوق الانسان في عمل البعثة، ومعتبرا أنه لا يتماشى مع هدفها.
محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية، يرى أن هناك عدة عوامل وراء هذا الموقف، من بينها "البرود السياسي" الذي لحق بالعلاقات الروسية الجزائرية، بعدما شعرت موسكو بعدم مساندة الجزائر لها في الحرب مع أوكرانيا، واصصطفافها إلى جانب الغرب.
وعلاوة على ذلك، أوضح شقير، في حديثه مع "الأيام24″، أن روسيا تتهم الجزائر بمشاركتها في قتل عدد كبير من قوات فاغنر بمالي، ومساندتها للحركات الانفصالية التي تواجه النظام المالي المساند من طرف روسيا.
واعتبر المتحدث نفسه، أن "الموقف المغربي في الحرب الروسية، والذي يتجلى في التزامه الحياد في هذا النزاع المسلح، وكذا المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين، جعلت روسيا تتبنى موقف الامتناع في التصويت على قرار مجلس الأمن، بعدما رفضت التعديل الذي اقترحته الجزائر بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء، باعتبار أن ذلك يتعارض مع الصلاحيات المخولة لهذه البعثة".