لم تكد تمر أيام قليلة على فك لغز جريمة قاتل المشردين حتى اهتزت مدينة أكادير قبل يومين على خبر العثور على جثة مفصولة الرأس واليدين في منظر اقشعرت له الأبدان واستنكرته الساكنة وحيّر رجال الأمن. وما تزال السلطات الأمنية تواصل أبحاثها في هذا الخصوص لفك شيفرة هذه الجريمة المروعة، بعد أن رابطت منذ أمس الاثنين بمكان العثور على الجثة، خاصة بالنظر إلى بشاعة الجرم طمعا في الوصول إلى خيط رابط تهتدي من خلاله إلى الفاعل الحقيقي.
عناصر الضابطة القضائية لسرية الدرك الملكي بالدراركة، تسارع الزمن لتحديد هوية الجثة المبتورة الرأس واليدين وتعمّق بحثها للتعرف على حقيقة الجريمة وملابساتها، حسب ما أكده مصدر محلي ل"الأيام 24"، مشيرا إلى أن الجثة جرى العثور عليها، أول أمس الأحد بمنطقة "تاكاديريت إدا أوبلاّ" التابعة للجماعة القروية الدراركة ضواحي أكادير وتحديدا بإحدى الأودية المعروفة لدى الساكنة ب"العين السخونة".
الجثة تعرضت للتشويه بشكل ملفت وآثار العنف والتعذيب بادية عليها وهو ما تكشفه بجلاء الصور التي وُضعت بين أيدينا، حيث أفصح مصدرنا أن هذه الجريمة المروعة أضحت حديث الألسن بالمنطقة، في الوقت الذي يبقى الترقب وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، سيد الموقف في هذه القضية، خاصة بعد إخضاع الجثة للتشريح الطبي بالمستشفى الحسن الثاني بأكادير.
الفضول جعل البعض يوثقون مجموعة من الصور للجثة، ليتم تناقلها على نطاق واسع على موقع تطبيق المراسلات الفورية "الواتساب"، في حين وثّق أحدهم فيديو يضيء فيه ما لحق بالهالك من تعذيب قبل قتله وتشويه جثته والرمي بها في مكان خلاء.
وتقاسم مصدر محلي بالمنطقة وهو يتحدث باللهجة الأمازيغية، معطيات أخرى بعد أن عاين الجثة عن قرب، مشيرا إلى أن الديدان الصغيرة أحاطت بها من كل جانب وهو ما يفسر التخلص منها في وقت قريب، مؤكدا أن مقترف الفعل الجرمي، عمد إلى تقطيع اليد اليمنى واليد اليسرى للضحية من أجل تمويه السلطات الأمنية والحيلولة دون رفع البصمات من طرف عناصر الشرطة التقنية والعلمية.