قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في مقال لها إن مستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون الذي عينه الرئيس دونالد ترمب لخلافة هربرت ماكماستر، هو أحد أوائل الزبائن الذين استفادوا من خدمات شركة كامبريدج أناليتيكا لتحليل البيانات التي جنت ملايين الدولارات. وجون بولتون، أحد صقور الدفاع والمبعوث السابق في الأممالمتحدة إبان حكم الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، يعرف بمواقفه الداعمة للبوليساريو، كما يعد صديقا مقربا للجزائر. وبدأ تعامل لجنة العمل السياسي التي أسسها بولتون والمعروفة باسم "جون بولتون سوبر باك" مع كامبريدج أناليتيكا عام 2014 بعد شهور قليلة على تأسيس الأخيرة. ومنذ ذلك الحين وعلى مدار عامين، أنفقت اللجنة ما يناهز 1.2 مليون دولار على "دراسة بحثية". وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن الخدمات التي قدمتها شركة كامبريدج أناليتيكا للجنة بولتون تمت عبر طريقة "الرسم البياني النفسي". وتدرس هذه الطريقة الملامح النفسية للمتسوقين والناخبين، وترسل رسائل قصيرة لهم وترسم ملامحهم النفسية. وتستكشف الشركة من خلال هذه المعلومات صدى الحملات الانتخابية السياسية لدى الناخبين وتأثرهم، وتقسمهم إلى أنماط من الشخصيات عبر غربلة وتصفية البيانات التي تحصل عليها غالبا من وسائل التواصل الاجتماعي. وأوردت نيويورك تايمز أن كامبريدج أناليتيكا استعملت معطيات خاصة بفيسبوك وفق ما كشفه موظفان سابقان للشركة تعاملا مع الموضوع. وقال خبير معلومات كان عضوا في الفريق المؤسس لكامبريدج أناليتيكا واسمه كريستوفر ويلي "إن المعطيات التي حصلت عليها لجنة بولتون تم استقاؤها من قاعدة بيانات فيسبوك"، مضيفا "طبعا، أخبرناهم كيف أنجزنا العمل الذي قمنا به، وتحدثنا بشأنه معهم خلال لقاءاتنا بهم". وكانت صحيفتا نيويورك تايمز الأميركية والأوبزرفر البريطانية قد كشفتا أن شركة كامبريدج أناليتيكا جمعت معلومات خاصة عن أكثر من خمسين مليون مستخدم لموقع فيسبوك عبر تطوير تقنيات لدعم الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترمب عام 2016. وقالت الصحيفتان -نقلا عن موظفين سابقين بالشركة ومساعدين ووثائق- إن هذه الواقعة تعد واحدة من أكبر عمليات خرق البيانات في تاريخ فيسبوك. وأضاف ويلي لنيويورك تايمز "كانت لجنة بولتون باك مهووسة بمعرفة كيفية اتجاه أميركا أكثر إلى الكسل، وكانت تطلب منا بحوثا بشأن قضايا الأمن القومي". وبحسب ويلي وزميل له سابق رفض ذكر اسمه، ساعدت شركة كامبريدج في وضع تصورات لإعلانات تخص مرشحين تدعمهم لجنة بولتون، منهم المرشح الجمهوري السيناتور توم تيليس من ولاية كارولينا الشمالية خلال حملة 2014. وأوردت الصحيفة أن العلاقات بين بولتون والشركة تطورت وتحسنت بشكل كبير، مشيرة إلى تبادلهما رسائل عدة، منها واحدة بتاريخ أول أكتوبر/تشرين الأول 2014 عرضتها الشركة، يشيد فيها بولتون بالعمل الذي تقوم به كامبريدج أناليتيكا بالقول "الأمر لا يتعلق بحجم المال الذي أنفقته، إنه مرتبط أيضا بحجم الذكاء الذي أظهرته". كما يرتبط بولتون بعلاقة قوية مع الملياردير الأميركي روبرت ميرسر الذي أسس كامبريدج باستثمار بلغ 15 مليون دولار، حسب الصحيفة الأميركية. وبالإضافة إلى أنه من أكبر الممولين لحملة ترمب وللحزب الجمهوري، يعد ميرسر أحد كبار الداعمين الماليين للجنة بولتون بمبلغ وصل نحو خمسة ملايين دولار بين أبريل/نيسان 2014 وسبتمبر/أيلول 2016. وأعلنت كامبريدج أناليتيكا لاحقا أنها أوقفت رئيسها التنفيذي عن العمل إثر الكشف عن أنشطة الشركة في الدعاية الكاذبة وغير الأخلاقية، وسطوها على بيانات مستخدمي فيسبوك للمساعدة على فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.