Getty Imagesقيس سعيّد رئيسا لتونس لولاية ثانية ب90.69% من الأصوات فاز الرئيس التونسي قيس سعيد بولاية ثانية وفي الدور الأول من الانتخابات الرئاسية. وهي نتيجة كانت متوقعة على نطاق واسع. وكانت هيئة الانتخابات قد أعلنت في مؤتمر صحفي عقد مساء الاثنين فوز الرئيس سعيد بنسبة 90.69% من مجموع الأصوات يليه في المركز الثاني العياشي زمال زعيم حزب "عازمون" - القابع في السجن حاليا بتهمة تزوير تزكيات الناخبين - بنسبة 7.35% فيما فشل المرشح الثالث زهير المغزاوي الأمين العام لحركة الشعب في تجاوز نسبة 2% من الأصوات. أما نسبة المشاركة فبلغت 28.8%، وهي الأدنى في البلاد منذ ثورة الياسمين عام 2011. وسيستمر الرئيس سعيد في منصبه لخمس سنوات أخرى في وقت تعاني فيه بلاده من أزمات عدة اقتصادية واجتماعية وسياسية حادة منذ إعلانه فرض إجراءات استثنائية في 25 يوليو/ تموز2021، شملت حل مجلسي القضاء والبرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقرار دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. ورغم حصوله على هذه النسبة العالية من أصوات الناخبين لم يقتنع يعض خصوم الرئيس سعيد بفوزه، وزعموا أنه فاز بنسبة 10% واعتبروا نتيجة الانتخابات نسخة من عمليات الاقتراع التي كانت تجرى في عهد الرئيس المخلوع الراحل زين العابدين بن علي، وكان يحصل فيها على أكثر من 90%. ورغم الشكوك التي تثيرها النسبة العالية جدا لفوز الرئيس، استبعد بعض معارضي الرئيس أن تكون عملية الاقتراع قد خضعت لأي تزوير أو تلاعب. وأرجع العديد منهم الظفر بنسبة تجاوزت 90% لأسباب عدة على رأسها مقاطعة العديد من الأحزاب السياسية المعارضة وأنصارها الانتخابات، وشعبيته التي يتمتع بها بين جزء هام من الناخبين الذين فقدوا ثقتهم بالأحزاب السياسية. ويبدو أن الأحزاب المعارضة أصيبت ببعض الخيبة من النتائج. فقد كانت تتوقع أن يسمو إدراك الناخبين بتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ويدفعهم لمنح أصواتهم لأحد المرشحيْن الآخرين. لكن وبالرغم من تأثر فئات اجتماعية واسعة بالضائقة الاقتصادية في البلاد وندرة بعض المواد الأساسية في الأسواق تمكن قيس سعيد من الفوز بفضل صورة السياسي "نظيف اليد" التي حملتها فئة كبار السن من الناخبين. ولا تزال فئات من التونسيين مصرة على عقاب الأحزاب السياسية بكل تلاوينها وتلقي عليها باللائمة في ما آلت إليه أوضاع تونس منذ اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011. أما أنصار الرئيس سعيد فرأو في فوزه دليلا على شعبيته الواسعة بين التونسيين وثقتهم به ويدللون على ذلك بنسبة الإقبال على التصويت يوم الاقتراع. عندما انتخب قيس سعيد رئيسا في عام 2019 حصل على نسبة 72.71% من أصوات الناخبين وبمشاركة 57.8% منهم وفي الجولة الثانية. دخل قصر قرطاج وهو يتمتع بدعم سياسي وشعبي كبيرين، حاملا معه تفاؤلا بأن هذا الرجل الآتي من عالم الثقافة والفكر ربما سيتميز عن سابقيه من السياسيين، وسيعثر على دواء لداء تونس أصيبت به بعد سنوات من الضياع السياسي أعقبت ثورة 2011. منذ بداية عهده نأى قيس سعيد الرئيس بنفسه عن الطبقات السياسية والمؤسسات والنخب التقليدية في تونس، واستقطب الشباب المحبط من الثورة الذي كان يؤمن بضرورة الابتعاد عن الأحزاب وبإحداث تغيير حقيقي بمساندة رئيس لا تخضع نزاهته لأي مساومة أو تشكيك من أي طرف. لكن بحاول منتصف عام 2021 استنتج سعيد أن النظام البرلماني والنخب والأحزاب السياسية تسيطر على أدوات الحكم والسلطة وتحتكر إرادة الشعب ولا تهتم بها. وفي صيف ذلك العام شرع الرئيس سعيد في تنزيل رؤيته الخاصة بنظام دستوري جديد يستثني كل أنظمة الحكم التي ألفتها تونس قبل استقلالها منذ 69 سنة. ويتساءل التونسيون اليوم ماذا في جعبة الرئيس سعيد مع بداية ولايته الثانية؟ هل سيعيد البناء الديمقراطي في البلاد ويطلق سراح السجناء السياسيين؟ هل سيحترم الحريات الأساسية؟ هل يستمر في مسار الحكم الفردي؟ هل سيبقي على إقصاء الأحزاب؟ وهل سترفع سياساته الاقتصادية حالة الضنك عن الفئات المعوزة والمتوسطة في البلاد؟ برأيكم، * ما دلالة فوز قيس سعيد بولاية رئاسية ثانية؟ * ماذا تعكس إعادة انتخابه بهذه النسبة العالية من أصوات الناخبين؟ * ما أسباب عزوف فئات من الناخبين التونسيين عن المشاركة في الانتخابات؟ * هل يستمر قيس سعيد في مشروعه إقصاء الأحزاب من الحياة السياسية؟ * ما رأيكم في النظام السياسي للرئيس التونسي؟ * هل يتمكن الرئيس من إنقاذ البلاد من الإفلاس الاقتصادي؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 09 أكتوبر/تشرين الأول. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب https://www.youtube.com/@bbcnewsarab