سلط التقرير الذي نشرته المجلة الدولية المتخصصة في التحليل السياسي "World Politics Review" الضوء على "الارتباك الذي شهدته الانتخابات الرئاسية الجزائرية الأخيرة"، مشيراً إلى أن "النظام العسكري في الجزائر أصبح ضعيفاً ويائسا".
وأكد التقرير أن ضعف المشاركة في الانتخابات يعكس خيبة أمل الجزائريين تجاه صناع القرار.
وأشار التقرير إلى "التناقضات الصارخة في الأرقام الأولية التي نشرتها الهيئة الوطنية للانتخابات"، مما يشير إلى أن النظام إما أصبح متراخياً في تزوير الانتخابات أو غير قادر على إدارة عدم شعبيته بشكل فعال. حيث أعلنت الهيئة في البداية أن نسبة المشاركة تجاوزت 40%، بينما أظهرت الأرقام اللاحقة أن النسبة لم تتجاوز 25%.
وأوضح التقرير أن الانتخابات تُنظم فقط لتعيين رئيس يريده الجيش، فيما يستمر الجنرالات في حكم البلاد من وراء الكواليس، مما يعكس عدم رضا الجزائريين عن الطريقة التي يُحكم بها البلد.
في هذا السياق، أشار الحسين بكار السباعي، محامٍ وباحث في قضية الصحراء المغربية، إلى أن "الانتخابات الأخيرة لا تختلف عن سابقتها في 2019، حيث جاءت في ظروف اقتصادية صعبة".
وأضاف السباعي في تصريح ل"الأيام24″، أن الانتخابات التي أجريت في 7 شتنبر 2024 شهدت فرض "صناديق" اختيار عبد المجيد تبون لولاية ثانية، بدعم من أجهزة المخابرات.
وتحدث السباعي عن منطقة تندوف، التي تعتبر خزانا انتخابيا مهما للنظام، حيث تُسجل فيها أعلى نسب مشاركة رغم التهميش.
وأوضح أن نجاح تبون قد يفضي إلى تغييرات في القيادة العسكرية، مع ترقب لإطلاق سراح معتقلين سياسيين.
كما تساءل السباعي عن إمكانية أن يلعب الرئيس إيمانويل ماكرون دور الوسيط لحلحلة الصراع بين الجزائر والمغرب، خاصة بعد الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على صحرائه، مشيرا إلى أن النظام الجزائري لازال مصرا على سياسة خلق الفتنة لزعزعة استقرار المملكة المغربية.