رغم اكتساحه للانتخابات الرئاسية بالجزائر وفوزه بولاية ثانية بأزيد من 94 في المائة من الأصوات، إلا أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أعلن في بيان مشترك مع باقي المترشحين رفضه للنتائج الأولية لهذه الانتخابات.
وفي موقف غير مسبوق، أعلن المترشحون الثلاثة للانتخابات الرئاسية في الجزائر، عبد المجيد تبون (الفائز بنسبة 94 بالمائة) وعبد العالي حساني شريف ويوسف أوشيش، في بيان مشترك لهم، رفضهم للنتائج الأولية المعلن من قبل رئيس السلطة الوطنية للانتخابات محمد شرفي.
وصدر البيان المشترك بتوقيع مسؤولي مديريات الحملة الانتخابية للمترشحين الثلاثة للرئاسيات، بمن فيهم مدير حملة المترشح الحر عبد المجيد تبون، مساء أمس الأحد، وهو ما لم يصدقه كثيرون في البداية، كونهم استغربوا أن يطعن الرئيس الفائز بأغلبية ساحقة في النتائج، قبل أن يتأكد حقيقة وتتداوله وسائل إعلام رسمية.
وورد في البيان، إن مديريات المترشحين الثلاث، "تبلغ الرأي العام الوطني بضبابية وتناقض وغموض وتضارب الأرقام التي تم تسجيلها مع إعلان النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية من طرف رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات".
وركز البيان على أربع نقاط هي "ضبابية وتناقض الأرقام المعلنة لنسب المشاركة، وتناقض الأرقام المعلنة من طرف رئيس السلطة مع مضمون محاضر فرز وتركيز الأصوات المسلمة من طرف اللجان الانتخابية البلدية والولائية، وغموض بيان إعلان النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية والذي غابت فيه جل المعطيات الأساسية التي يتناولها بيان إعلان النتائج كما جرت عليه العادة في كل الاستحقاقات الوطنية المهمة، والخلل المسجل في إعلان نسب كل مترشح".
وعلى غير عادتها حيث لم تكن تتفاعل مع مثل هذه الشكاوى، ردّت السلطة المستقلة للانتخابات على مديريات المرشحين للرئاسيات، ببيان صادر في ساعة متأخرة ليلا، تعلن فيه أنها "ستطلع الرأي العام على نتائج التصويت المدونة بها وفقا لمبدأ الشفافية وحفاظا على مصداقية العملية الانتخابية".
وجاء في بيان السلطة: "تبعا للبيان المشترك الصادر أمسية الأحد 8 سبتمبر 2024 عن مديريات الحملة الانتخابية للمترشحين الثلاثة بمناسبة الانتخابات الرئاسية المسبقة ليوم 7 سبتمبر 2024، تسجل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات اطلاعها على محتواه".
وأكدت أنه "نظرا لكون عملية استكمال استقبال المحاضر الولائية الأصلية لتركيز النتائج جارية حاليا، تعلم السلطة المستقلة مديري الحملة الانتخابية للمترشحين وكذا الرأي العام أنها ستبلغ المحكمة الدستورية بالنتائج المسجلة في هذه المحاضر الأصلية فور استكمال استقبالها".
وأضافت أنها "ستطلع الرأي العام على نتائج التصويت المدونة بها وفقا لمبدأ الشفافية وحفاظا على مصداقية العملية الانتخابية التي تذكر أنها جرت في أحسن الظروف".
يذكر أن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، قد أعلن خلال ندوته الصحفية عن حصول المترشح حساني شريف عبد العالي عن حركة مجتمع السلم على 178 ألف و797 صوت، ما يمثل نسبة 3.17 بالمائة، في وقت نال المترشح أوشيش يوسف عن جبهة القوى الاشتراكية على 122 ألف و146 صوت، ما يمثل نسبة 2.16 بالمائة، لتعود حصة الأسد للمترشح الحر عبد المجيد تبون، ب5 ملايين و 329 ألف و253، ما يمثل نسبة 94.65 بالمائة.
وجاءت الندوة الصحفية التي أعلنها مبتورة من معطيات رئيسية مثل نسبة المشاركة وعدد الأوراق الملغاة والمصوتون بالورقة البيضاء وغير ذلك. وكان محمد شرفي وهو وزير سابق للعدل، خلال فترة جمع التوقيعات قد تعرض لانتقادات شديدة بسبب الخلل الفادح الذي سجل على مستوى البلديات في المنظومة الرقمية للسلطة والتي حرمت الراغبين في الترشح من جمع التوقيعات بشكل سلس، وفق ما ورد في شكاوى العديد منهم.