يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، جولة إفريقية تستغرق 5 أيام، يستهلها بزيارة الجزائر ومن ثمّ موريتانيا والسنغال ومالي، مستثنيا في هذه الزيارة المغرب. وتعد زيارة أردوغان إلى الجزائر، الثانية من نوعها بعد استلامه منصب رئاسة الجمهورية، حيث أجرى زيارة رسمية في 19 نونبر 2014. ومن المنتظر أن يعقد أردوغان لقاءً ثنائياً مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ويترأسا معاً اجتماع وفدي البلدين، لبحث سبل تعاون البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وكيفية رفع مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما.
كما سيبحثان الحد من نشاط منظمة "فتح الله غولن" في الجزائر، ومسائل إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.
ويرافق أردوغان إلى الجزائر، كوكبة من رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك، للمشاركة في منتدى الأعمال التركي الجزائري الذي يلتئم بالعاصمة، الثلاثاء المقبل.
كما سيتم خلال الزيارة، افتتاح مسجد "كاجي أوفا" الذي يحمل ملامح التراث الثقافي لكلا البلدين، وقامت بترميمه وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا).
وكانت الجزائر التي تعد أكبر دولة في القارة الإفريقية، جزءًا من الدولة العثمانية، اعتباراً من عام 1519 إلى 1830، حيث خضعت حينها للاحتلال الفرنسي.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين أنقرةوالجزائر، فور إعلان الأخيرة استقلالها وتخلصها من الاحتلال الفرنسي عام 1962، وفتحت تركيا سفارتها في الجزائر عام 1963.
واكتسبت علاقات البلدين زخما كبيراً مع الزيارة التاريخية التي أجراها الرئيس الجزائري بوتفليقة إلى أنقرة عام 2005، والزيارة التي قام بها أردوغان إلى الجزائر، عندما كان يشغل منصب رئاسة الوزراء في تركيا عام 2006.
وعقب ذلك، بدأت الزيارات المتبادلة بين كبار مسؤولي البلدين، تزداد كل عام، وتتعزز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين.
وبلغت صادرات تركيا إلى الجزائر عام 2016، مليارا و700 مليون دولار، واستوردت منها منتجات بقيمة مليارا و300 مليون دولار.
وتستورد تركيا من الجزائر، الغاز الطبيعي المسال، وغاز البترول المسال، والنفط الخام، وتشكل منتجات الطاقة 97 % من صادرات الجزائر إلى تركيا.
بالمقابل تصدّر تركيا إلى الجزائر، مركبات النقل البري وقطعها، والحديد والصلب ومنتجات النسيج والزيوت الطيّارة والأدوات الكهربائية والألبسة.
وتنشط الشركات التركية العاملة في الجزائر، في مجال الحديد والصلب والنسيج والمواد الكيماوية والمنظفات والمواد الغذائية، وتجاوزت قيمة استثمارات تلك الشركات ملياري دولار.