لم يكن أحد يتوقع أن تصل قضية الملاكمة الجزائرية لمجلس الأمن الدولي، بعد حملة التشكيك العالمية في هويتها الجنسية، وكانت المفاجأة أكبر أن يأتي التهجم من الحليف التقليدي للجزائر روسيا في توقيت مليء بالشك في علاقات البلدين، بعد أحداث مالي الأخيرة.
وفي جلسة لمجلس الأمن الدولي، تضمنت إحاطة حول موضوع "الحفاظ على الالتزامات لصالح المرأة، السلام والأمن في سياق الانسحاب السريع لبعثات السلام"، خرج ممثل روسيا عن النص، موجها اتهامات ضمنية للملاكمة الجزائرية بأنها رجل سُمح له بالنزال مع النساء، من قبل المجموعات الغربية التي تدعم حسبه "مجتمع الميم".
واستند الدبلوماسي الروسي إلى تقرير الاتحاد الدولي للملاكمة الذي يخوض حربا شعواء ضد البطلة الجزائرية منذ بداية منافسات الأولمبياد.
وفي ظل هذه الاتهامات الخطيرة، لم يفوت ممثل الجزائر واجب الرد، فكان أن طلب الكلمة، موجها عبارات قوية للممثل الروسي. وذكر الدبلوماسي الجزائري أن "الملاكمة الشجاعة، الآنسة إيمان خليف ولدت أنثى، عاشت طفولتها بنتا يافعة، مارست الرياضة كامرأة بكامل المقاييس".
وتابع أنه "لا يوجد أدنى شك حول ذلك، إلا من له أجندة سياسية لا ندري مقاصدها". وأضاف قائلا: "أكتفي بإحالة الجميع إلى اللجنة الأولمبية الدولية نفسها والتي بكامل الوضوح وبشهادتها تقصم ظهر كل مشكك في بطلتنا الشجاعة الآبية، حفيدة النساء الجزائريات الحرائر".
وتواجه خليف حملة استفزاز شنيعة يقودها الاتحاد الدولي للملاكمة الذي ذهب إلى حد تقديم جائزة مالية للملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني بعد انسحابها أمام منافستها الجزائرية إيمان خليف في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.
وبعد تأهلها للدور ربع النهائي، نظم الاتحاد الدولي للملاكمة ندوة صحفية في باريس للحديث عن إيمان خليف والتشكيك في هويتها الجنسية. ويأتي هذا الموقف على خلاف ما أكدته اللجنة الأولمبية في أكثر من مناسبة حول أهلية إيمان خليف للمنافسة والذي تكرر على لسان مسؤوليها في الأولمبياد الحالي.
وكان هذا الاتحاد قد حرم البطلة الجزائرية في مارس 2023، من النزال في نهائي البطولة العالمية للملاكمة (أقل من 66 كلغ) التي أقيمت في الهند، لأسباب طبية، تتعلق بمعدلات التستسترون، وهو المعيار الذي رفضته تماما اللجنة الأولمبية التي أقرت مشاركتها دون إشكال.
ومنذ بدء الأولمبياد، قادت شخصيات عالمية كبيرة في الغرب، حملة تشكيك في هوية البطالة الجزائرية الجنسية عبر اتهامها بأنها "رجل"، وصلت حدّ المطالبة باستبعادها من منافسات الأولمبياد.
وشنت رئيس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ومواطنها الوزير المتطرف ماتيو سالفيني هجوما على اللجنة الأولمبية بسبب سماحها للملاكمة الجزائرية بالنزال.
وتحولت الشبكة الاجتماعية "إكس" إلى منصة هجوم على البطلة الجزائرية، بدءا بمالكها الملياردير إيلون ماسك الذي ترك كل شيء وتفرغ للتعليق على إيمان خليف والتفاعل مع كل ما ينشر حول الادعاء بأنها رجل.