تسلمت السلطات المغربية من نظيرتها الجزائرية، أمس الأربعاء 17 يوليوز الجاري، ستة شبان مغاربة كانوا محتجزين هناك قبل أن يعانقوا الحرية لاستيفاء مدة محكوميتهم، ويتم ترحيلهم عبر الحدود الجزائرية المغربية التي فتحت خصيصا وبشكل استثنائي لهذا الغرض.
ويتعلق الأمر بشبان مغاربة يتحدرون من مدن وجدة والدار البيضاء وقصبة تادلة وتازة وفاس، كانوا محتجزين بتلمسان، وجرت عملية تسليمهم بناء على جواز سفر ساري المفعول عبر المركزين الحدوديين "جوج بغال" بوجدة و"العقيد لطفي" بمغنية، وذلك بحضور الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، التي تحمل هم الترافع عن هذه الشريحة من المغاربة.
ويأتي الفتح الاستثنائي لهذه الحدود المغلقة منذ عام 1994 في سياق مطبوع بتوتر حاد في العلاقات الدبلوماسية بين الجارين المغاربيين، في ظل قطع الجزائر علاقاتها مع المغرب سنة 2021، وإصرار "حكام المرادية" على رفض "اليد الممدودة" للرباط.
وتأمل عائلات باقي الشباب المحتجزين والموقوفين بالجزائر أن تشكل هذه المبادرة بداية انفراج حقيقيي لملفات أبنائها التي يفوق عددها الإجمالي ال300، بعضها مايزال قيد الإجراءات القضائية الجزائرية بمقتضى القانون رقم 11.08، وفقا لما أكده حسن عماري رئيس الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة ل"الأيام 24″، لافتا إلى أن العدد أكبر من ذلك بكثير، قياسا بحجم طلبات المرافقة والمتابعة التي ترد على الجمعية من لدن أسر وذوي المغاربة الذين قصدوا الجزائر سواء بحثا عن الشغل أو لتحقيق مآرب أخرى.
وأكد عماري أن الأحكام التي يوزعها القضاء الجزائري على هؤلاء المغاربة "قاسية جدا"، موضحا أنها "تتراوح بين سنتين و6 سنوات، بالرغم من أن بعضهم دخل التراب الجزائري بشكل نظامي من أجل تحسين وضعهم الاجتماعي، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف مسلوبي الحرية".
وسبق للجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، أن راسلت رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون وأبلغته صرخة عائلات المحتجزين في سجون بلاده، كما التمست تدخل المنظمات الحقوقية الدولية، بمن فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.