في ظل تزايد الحاجة المجتمعية للصحافة الاستقصائية وتقلص الاعتماد على المقاربة العلمية، يُنظم مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل وشعبة علوم الإعلام والتواصل بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات بالدوحة، مؤتمرا دوليا بعنوان "الصحافة الاستقصائية ومنهجية البحث العلمي في تغطية الحروب والنزاعات"، مطلع دجنبر المقبل برحاب الجامعة، لبحث دور منهجية البحث العلمي في تعزيز العمل الصحفي الاستقصائي في معالجة الحروب والنزاعات، وتأثيرها في كشف الحقائق وتوثيق تطورات الصراعات، مما يجعل العمل الصحافي شاهدا على مسارات الأحداث وسياقاتها. ويهدف المؤتمر إلى استقصاء واقع أخلاقيات الصحافة الاستقصائية، وتسليط الضوء على دور المناهج التعليمية في تدريسها، ورصد التحديات التي تواجه وسائل الإعلام في الالتزام بالمبادئ المهنية لاستقصاء الحقائق، خاصة في ظل تنافس الأجندات الدولية وتعارض مصالح المؤسسات الإعلامية. كما سيسلط المؤتمر الضوء على بعض التجارب العربية والعالمية للصحافة الاستقصائية، وأهمية التكنولوجيات الحديثة في تطوير هذا المجال.
ويتناول المؤتمر خمسة محاور رئيسية تهدف إلى تعزيز فهم دور الصحافة الاستقصائية في الحروب والأزمات، يركز أولها على مناهج البحث العلمي ودورها في تعزيز قواعد الصحافة الاستقصائية، ويشمل تطبيق المنهج العلمي ومتطلبات العمق والمعايير الأخلاقية والضوابط المهنية في الصحافة الاستقصائية لتحقيق مصداقية عالية. ويتناول ثانيها تحديات العمل الصحافي الاستقصائي في زمن الحروب والنزاعات، حيث يبحث في كيفية التحقيق في جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وصراع الروايات والسرديات المتنافسة للهيمنة على الرأي العام المحلي والعالمي، إضافة إلى حماية الصحافيين قانونيا خلال النزاعات.
المحور الثاني يسلط الضوء على بيئة الصحافة الاستقصائية ودورها في تعزيز حقوق الإنسان والعدالة من خلال البيئة القانونية والمؤسساتية والسياسية التي تدعم الصحافة الاستقصائية، وعلاقتها بالسياق الديمقراطي، بالإضافة إلى الدور الرقابي الذي تقوم به في كشف انتهاكات حقوق الإنسان.
بينما يركز المحور الرابع على الوضع الأكاديمي للصحافة الاستقصائية ومستقبلها في العالم العربي، حيث يعالج واقع البرامج الأكاديمية للصحافة الاستقصائية في العالم العربي، وإشكاليات تكوين الصحافيين المؤهلين، وأساليب تطوير هذا النوع من الصحافة في الجامعات العربية.
أما المحور الخامس فيتناول تأثير الصحافة الاستقصائية على تشكيل الرأي العام، حيث يناقش السلطة المعرفية للصحافة الاستقصائية وتأثيرها على المجال العام والممارسة الديمقراطية، ومسؤوليتها في إحداث التغيير.
فيما يستعرض المحور الأخير استخدام التكنولوجيات الحديثة في الصحافة الاستقصائية، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي، ودور شبكات التواصل الاجتماعي والمصادر المفتوحة في إثراء التحقيقات الصحافية، وأساليب التحقق من الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، وأخيرا دور الصحافة الرقمية في تطوير العمل الصحفي الاستقصائي.
وقد وضع المنظمون أجندة للمشاركة في المؤتمر، حيث يتعين على الباحثين الراغبين في المشاركة تقديم مقترح بحثي يتناول موضوعات المؤتمر، ويشمل موضوع البحث وإشكاليته وأهدافه وأهميته ومنهجه وبنيته، وذلك قبل 20 غشت المقبل، وسيكون آخر موعد لتقديم الأوراق والبحوث المقبولة هو 25 شتنبر 2024.