AFP تشير التقديرات إلى أن أكثر من 15 ألف شخص قتلوا منذ بدء الصراع في السودان حذر مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص بالسودان من أن مدينة الفاشر المحاصرة في غرب دارفور قد تسقط في أيدي قوات الدعم السريع في وقت قريب. والفاشر هي المدينة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش في منطقة دارفور غرب السودان. وتقاتل القوات المسلحة السودانية قوات الدعم السريع شبه العسكرية، في حرب أهلية مستمرة منذ 14 شهراً. وقال المبعوث الأمريكي توم بيرييلو لبي بي سي إن البعض في قوات الدعم السريع يعتقد أن السيطرة على الفاشر ستساعدهم في تأسيس دولة انفصالية في إقليم دارفور. كما قال بيرييلو إن الولاياتالمتحدة لن تعترف بدارفور كدولة مستقلة "تحت أي ظرف". وأوضح، قائلا: "أعتقد أنه إذا كان هناك أي شخص في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع يعتقد أن الاستيلاء على الفاشر يعني بطريقة أو بأخرى أنه سيكون له الحق في السيطرة على ولاية دارفور، فيجب عليه أن يتحرر من هذه الأسطورة". وواصل: "الاستيلاء على الفاشر، لا يعني السيطرة على دارفور". * كيف أصبحت الفاشر مدينة يخشى سكانها البقاء فيها أو الهرب منها؟ * قوات الدعم السريع في السودان تؤكد استعدادها فتح مسارات آمنة لخروج المواطنين من مدينة الفاشر المحاصرة كما دعا المبعوث الأمريكي إلى وقف إطلاق النار في مدينة الفاشر، التي تهاجمها قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان. وقال: "نرى ما يزيد على مليون شخص بريء يتضورون جوعاً بسبب حصار قوات الدعم السريع. كما أدت التفجيرات إلى مقتل أشخاص داخل المستشفيات". واستدرك المبعوث الأمريكي توم بيرييلو، في حديثه لبي بي سي: "إننا نرى 45 ألف امرأة حامل لا تحصلن على رعاية حقيقية قبل الولادة فحسب، بل ليس حتى لديهن وجبات يومية كافية من أجل حمل صحي" وواصل بيرييلو: "وبقدر سوء الأوضاع، فمن الممكن أن تتجه الأمور للأسوأ في أي يوم إذا سقطت الفاشر، ليس فقط بسبب الفظائع التي قد تؤدي إليها المعارك ، ولكن بسبب فرار الناس". Getty Images نازحون وصلوا حديثاً من دارفور في السودان، إلى مدينة أدري الحدودية في تشاد في 24 أبريل/نيسان 2024 . ويأتي تحذير الولاياتالمتحدة هذا من سقوط مدينة الفاشر، بعد أسابيع من القتال الدامي في المدينة. فهناك مئات الآلاف من المدنيين محاصرون داخل المدينة، ويعاني العديد منهم من الجوع والعطش وسط نقص في الغذاء والماء. وكانت الفاشر ملاذاً للعديد من الذين فروا من منازلهم بسبب الصراع، لكنها تحولت الآن إلى خط مواجهة آخر. وأفاد مدنيون هناك بأنهم تعرضوا للقصف والرصاص في منازلهم وحتى داخل المستشفى. ولايزال يعمل هناك واحد من أخر المرافق الصحية هو مستشفى سيد الشهداء. وتظهر اللقطات التي تم تصويرها خصيصاً لبي بي سي من داخل المستشفى إحدى الأمهات في حالة صدمة شديدة، لدرجة أنها لم تتمكن من التحدث بعد أن أصاب القصف منزلها، وإصابة خمسة من أفراد أسرتها . وتحمل الأم طفلها الصغير، بينما يتلقى زوجها وأطفال آخرون رعاية طبية طارئة. وقالت الأم إنها لا تستطيع معرفة ما إذا كان الدم الموجود على وجه طفلها الصغير هو دم إخوته أو والده. وهناك ضغط كبير على مستشفى سيد الشهداء، بسبب الإصابات التي لاتزال في ازدياد. وقالت كلير نيكوليه، التي تقود الاستجابة الطارئة لمنظمة أطباء بلا حدود الخيرية في السودان: " تصل كل يوم موجة جديدة من المرضى المصابين... ربما يصل في المتوسط 50 شخصاً يومياً ، وهو ما نعتبره بالفعل إصابات جماعية". ولا يوجد سوى جراح واحد في المنشأة الطبية، أجبره الوضع على العمل "على مدار الساعة". وتقول نيكوليه "يحتاج معظم (المرضى) إلى عملية جراحية، لذا فإن الأمور متسارعة للغاية". * خوف في الفاشر، وقوات الدعم السريع تستعد لاجتياح المدينة * الفاشر تحت الحصار "يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً" وقد شكل متطوعون من المجتمع المحلي لجانا لمحاولة دعم المستشفى. وهم يعتنون بالمهام غير الطبية، كتوفير الماء والوقود وجمع البيانات. وقال المتطوع خالد عبد الحميد لبي بي سي إن اللجان تقوم بجمع التبرعات النقدية والسلع والخدمات، من أفراد المجتمع الذي مزقته أساساً الحرب. وواصل: "تمكنا بجهودنا الذاتية وجهود فاعلي الخير، من الحصول على بعض الأدوية.. أو مساهمات مالية لشراء الدواء من السوق المحلية". Getty Images صورة أرشيفية بتاريخ 10 أغسطس/آب عام 2021 لحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي(يمين) وقائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان في مدينة الفاشر. ويتدهور الوضع في الفاشر يوماً بعد يوم، وقد تزداد أعداد المرافق التي ستتوقف بسبب القتال. وقد اقتحم مقاتلو قوات الدعم السريع، يوم السبت، مستشفى الجنوب، وهو مستشفى تُحول إليه الحالات للعلاج . إذ كان يُعالج فيه كذلك المدنيين المصابين في الحرب. إذ أطلق مسلحون النيران ونهبوا المنشأة الطبية وسرقوا سيارة إسعاف. وقد أُغلق الآن المستشفى، الذي كانت تديره أيضاً منظمة أطباء بلا حدود. وقال رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الجنوب، ميشيل لاشاريت، إن الهجوم كان فظيعا. "إن إطلاق النار داخل المستشفى يعد تجاوزاً للحدود". وقد هوجم المستشفى الجنوبي بالقصف والرصاص ثلاث مرات على الأقل خلال عشرة أيام قبل تعرضه غارة يوم السبت. وكان مستشفىً للأطفال، تديره منظمة أطباء بلا حدود في الفاشر، قد تعرض للقصف في مايو/أيار، مما أدى إلى مقتل طفلين. وقد أدى القصف المستمر في الفاشر إلى فرار عشرات الآلاف مرة أخرى. ويتجه معظمهم نحو غرب السودان، في ظل نفاذ الخيارات المتاحة لهم للذهاب إلى أماكن أكثر أماناً. وقال المبعوث الأمريكي توم بيرييلو "نحتاج إن ننهي هذا (الصراع)" وأضاف: "نحن بحاجة إلى عقول أكثر رجاحة ً، لكي ننتصر ونوقف هذه المعركة ، ونوجه أنظارنا أيضاً في نفس الوقت، نحو أجزاء أخرى من السودان". * حرب السودان: تحذيرات من كارثة وشيكة في مدينة الفاشر المحاصرة * أوضاع كارثية بالفاشر بعد معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع