رصد البارومتر العربي، في أحدث استطلاع للرأي، أن المغاربة أصبحوا أكثر رفضا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، خصوصا بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها "حماس" في 7 أكتوبر الفارط.
وكشفت نتائج الاستطلاع المعد بشراكة مع المعهد المغربي لتحليل السياسات، أن نسبة المغاربة الرافضين للتطبيع تبلغ 87 بالمائة، مسجلة ارتفاعا ملحوظا بالمقارنة مع عام 2022، أي قبل الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين التي أسفرت عن مقتل مئات الشهداء والجرحى، إضافة إلى دمار هائل في غزة.
وقبل "طوفان الأقصى"، كانت نسبة المغاربة الذين يؤيدون إقامة علاقات دبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، تمثل 31 في المائة، غير أنها تراجعت لتصبح خلال 2024، محصورة في 13 بالمائة فقط.
انحسار نسب تأييد التطبيع بالمملكة المغربية، يرجح أن يكون السبب وراءه، حسب معدي هذا الاستطلاع، هو حملة إسرائيل العسكرية على غزة، التي يبدو أن آثارها أثرت أيضا على آراء المواطنين في القوى العالمية والإقليمية، فمقابل تراجع شعبية دول الغرب عند المغاربة، تجسنت شعبية روسياوالصين، ويعزى تأثر آراء المواطنين في السياسات الخارجية لدول العالم إلى مواقف الأخيرة من غزة.
وحول تعريفهم للأحداث الجارية في غزة منذ أكتوبر الفارط، فإن نسبة عريضة من المغاربة وصفتها بالمذبحة (26%) والحرب (24%) والإبادة الجماعية (14%) والقتل الجماعي (14%).
ويؤكد 47 في المائة من المغاربة أن الحكومة الإسرائيلية غير ملتزمة بالمرة بحل الدولتين، كما ترى الغالبية أن الناس في إسرائيل لا يلتزمون أيضا بهذا الحل، بينما يعتقد حوالي 60 بالمائة من المستطلعة آراؤهم أن القيادة والشعب الفلسطينيين يلتزمون بحل الدولتين. وبالرغم من أن أمريكا تعد أبرز دولة راعية لإسرائيل في حربها المتواصلة على غزة، إلا أن شعبيتها في أعين المغاربة لم تتراجع كثيرا، إذ يقول ثلاثة أرباعهم إن لديهم آراء إيجابية تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما يمثل صعودا بواقع 5 نقاط مئوية منذ 2022. يرجح القائمون على البحث أن المغاربة ينظرون إلى واشنطن عبر عدسة العلاقات الثنائية، التي تعززت بقوة في السنوات الأخيرة، منذ الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، خصوصا وأن إجراء الاستطلاع، تزامن وزيارة قام به دبلوماسيا أمريكيا إلى الجزائر والمغرب لإعادة التأكيد على الالتزام الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو ما كان له بطبيعة الحال أثره على آراء المغاربة إزاء الولاياتالمتحدةالأمريكية.
مقارنة بالدول المنافسة لأمريكا، فاستحسان الولاياتالمتحدةالأمريكية لم يتغير لدى المغاربة، لكن شعبية كل من الصينوروسيا أفضل بكثير في الاستطلاع الحالي مقارنة باستطلاع 2022، ففي الوقت الحالي، يؤكد 8 من كل 10 أشخاص (79 بالمئة) أن لديهم آراء إيجابية للغاية أو إلى حد ما حول الصين، وهي النسبة التي زادت 15 نقطة مئوية مقارنة باستطلاع 2022 (64 بالمئة)، تماما مثلما زادت شعبية روسيا بواقع 20 نقطة مئوية (58 بالمئة في 2024 مقابل 38 بالمئة في 2022).
على النقيض من ذلك، فقد ساءت صورة الدول الغربية التي تدعم إسرائيل، إذ يحمل 3 من كل 10 أشخاص فقط في المغرب آراء إيجابية تجاهً المملكة المتحدة، على عكس ما كان عليه الأمر قبل عامين، إذ كان يعتنق هذا الرأي الثلثان (68 بالمئة)، وهو الأمر الذي يمثل تراجعا هائلا بواقع 38 نقطة مئوية.
على النحو ذاته، تراجع تفضيل المغاربة لسياسات فرنسا الخارجية بعشر نقاط مئوية عن الفترة نفسها (54 بالمئة مقابل 64 بالمئة)، فيما ظلت الآراء حول تركيا والسعودية إيجابية بشكل كبير، وزادت بهامش 7 نقاط مئوية لكل من الدولتين على مدار آخر عامين.